الفوضى الأمنية تترك سلبياتها على الحياة بحلب

آردو جويد – حلب

يقول ضياء مكانسي (55 عاماً)، وهو من سكان حي الأشرفية بحلب، شمالي سوريا، إن الحي يعيش بحالة من الفوضى العارمة ويشهد استخداماً للأسلحة بين فترة وأخرى مما ترك أثره السلبي على حياة السكان في منطقة الدوار الثاني للحي.

ويرى الرجل الخمسيني، أن الفوضى سببها المجموعات المسلحة التابعة للحكومة السورية والتي تنشط في أعمالها التخريبية في الحي وتنشر الذعر والخوف بين السكان وخاصة الأطفال والنساء الذين يتعرضون لمضايقات تلك المجموعات خلال تواجدهم في شوارع الحي.

ويشير “مكانسي” في حديث لنورث برس إلى أن غياب الجهات الأمنية عن ضبط تحركات هذه المجموعات المسلحة الموالية لها ترك أثره في ازدياد حالة الفوضى الأمنية وعدم ضبط الأمن وكأنها “تتقصد فعل ذلك” مما جعل الكثير من السكان يفضلون ترك منازلهم والانتقال لمكان أكثر أمناً على أن تكون نهايتهم برصاصة طائشة.

ويتمركز في حي الأشرفية قرب الدوار الثاني مجموعة من المدنيين الذين جندهم الحليف الإيراني للحكومة السورية تحت مسمى “الدفاع المحلي” وهم من عشيرة البكارة والحزوري.

وبين “مكانسي” لنورث برس، سيطرة كل من العائلتين على عدة أبنية ومحال تجارية مطلة على الشارع العام، “ويقومون في بيع الأثاث المستعمل كواجهة لأعمالهم، بالإضافة لفتح مضافة بنفس المكان كمقر عسكري لهم لبث الذعر والخوف بين السكان في حمل السلاح والتجول في السيارات ليلاً ونهاراً”.

ويقع المقر التابع لهم على مسافة لا تزيد مئة متر عن الحواجز الأمنية المشتركة التي تتواجد في الحي والمطلة على تخوم مدخل الأشرفية.

وبين فترة وأخرى، تحصل اشتباكات بين الطرفين على عمليات السطو، أو تهريب، “ورغم ذلك لا تتدخل الأجهزة الأمنية القريبة لمنعهم من ترويع السكان وضبط الأمن”.

أحياء للسوق السوداء

تسيطر على مناطق شرقي حلب مجموعات مسلحة من مرتبات الحليف الإيراني للقوات الحكومية، حيث تشهد هذه المناطق تصاعداً بأعمال العنف وسقوط قتلى وجرحى بين حين وآخر.

تفرض الفوضى المفتعلة من قبل المجموعات المسلحة المتواجدة ضمن الأحياء الشرقية التي فرضوا عليها الطابع الشيعي، العمل والتعامل من قبل سكان تلك الأحياء معها.

ومن هذه الأحياء: “حي المرجة وباب النيرب والصالحين وكرم حومد الى الميسر ومضافات العشائر من بيت البكارة وآل بري والعساسنة وحمرة وشهيد الموالين للحليف الإيراني ضمن تشكيل الدفاع المحلي”.

يصف أيمن الزين (40 عاماً)، النازح من قرى الفوعة من ريف إدلب منذ عام 2013 إلى مدينة حلب، الوضع الذي يعيشون فيه مع تلك المجموعات بالقول: “مفروض علينا العمل والتعامل معهم حتى في كافة أنواع الممنوعات من بيع السلاح والمخدر بحماية للحليف الإيراني وأعضاء مجلس الشعب السوري من عائلة البكارة عمر الحسين وحسن شهيد الذين يملكون حصانة مجلس النواب”.

ويقول عصام الزين (22 عاماُ)، وهو نازح من قرى الفوعة من ريف إدلب إلى ذات الأحياء السابقة، إن “المجموعات تأمن لهم تغطية وحماية من الأمن السوري بالدرجة الأولى وخاصة أنهم يخدمون فترة العسكرية ضمن هذه المجموعات”.

وهذه الأحياء تعيش مع غياب الأمن السوري، طبيعة أفضل، رغم وجود قوة السلاح “إلا أنها توفر كافة مستلزمات السكان من مواد أولية، وتعتبر متنفساً للسكان كونها تحتوي على سوق سوداء في كل ما يلزم”.

تحرير: تيسير محمد