إحسان محمد ـ درعا
رغم القبضة الأمنية، إلا أنها لم تمنع الفلتان الأمني من الازدياد في درعا، وذلك بسبب “ضلوع الأجهزة الأمنية في عمليات القتل أو تسهيلها”، وفق مراقبين.
وتشهد محافظة درعا منذ صيف العام 2018 بعد سيطرة القوات الحكومية على المحافظة حالة من الفلتان الأمني، بالرغم من الانتشار الأمني والعسكري المكثف حيث لا يوجد مدخل أو مخرج لقرية أو بلدة يخلوا من حاجز أمني أو عسكري.
يرى الصحفي والباحث حسام البرم من محافظة درعا والمقيم في فرنسا، إنه قبل صيف العام 2018، كان الوضع الأمني “جيد بل أكثر من جيد نسبة لما عليه اليوم”.
وأضاف البرم في حديث لنورث برس: “اليوم الوضع الأمني سيء جدا في المحافظة، بسبب عمليات الخطف والاغتيال، والثلث على الأقل قتلوا في عمليات سلب ونهب وسرقة وسطو مسلح”.
ونوه أن المساهم الأبرز بهذه العمليات هو “المخدرات التي تبيعها إيران ونظام الأسد عبر مجموعات تابعة للمليشيات المدعومة من قبلها”.
وأشار البرم إلى غياب المجموعات الأمنية أو عناصر الأمن، “بسبب أيضا انشغالهم بتجارة المخدرات وتجنيدهم مع إيران”.
وأوضح أن الفلتان الأمني، “بات مقصوداً وممنهجاً في محافظة درعا وهدفه تهجير أكبر عدد من الشبان”.
وأردف إن الوضع الأمني في درعا لا يمكن فصله عن الجنوب السوري، حيث إن القنيطرة تحت سيطرة حزب الله والفصائل الإيرانية بشكل مطلق، خصوصا بعد الحراك الأخير في السويداء، أما في درعا “السيطرة مقسمة بين إيران ونظام الأسد”.
تقلص الدور الروسي
وشدد الصحفي المعارض، على أن روسيا تركت دورها في درعا بالمطلق، كما في كل سوريا، “تقريبا دورها انحصر فقط على الحفاظ على وجودها سياسيا وبعض القواعد العسكرية لتثبيت وجودها بمرحلة لاحقة”.
ونفى البرم أن تكون روسيا سلمت الملف في درعا للإيرانيين، “إنما الإيرانيون اتبعوا سياسة ملئ الفراغ فهي نهجهم دائماً”.
ويعتقد الباحث السياسي، أنه “في ظل وجود النظام السوري سوف يتمدد الإيرانيون، والوضع من الصعب جداً أن يتم ضبطه”.
“النظام مسؤول”
في حديث لنورث برس، يقول أسامة المقداد الناطق باسم موقع 18 آذار، إن وتيرة الاغتيالات في محافظة درعا “لم تنخفض منذ سيطرة قوات النظام وهي في نسق مرتفع”.
ويضيف المقداد: “نوثق في كل شهر ما يقارب ال ٥٠ محاولة اغتيال بمعدلٍ وسطي في مناطق متفرقة من محافظة درعا”.
ويشير إلى أن من ينفذ عمليات الاغتيال هم “مسلحون مجهولون، يُعتقد أنهم يتبعون لمجموعات متخصصة بالاغتيال تُدار من قبل الأجهزة الأمنية في محافظة درعا”.
وأضاف أن أحد أسباب عمليات القتل والاغتيال وهو “لاستمرار حالة الفلتان الأمني، وبالتالي الدفع بشباب محافظة درعا إلى الخروج والسفر من محافظة درعا إلى دول الجوار لحماية أنفسهم”.
وحمل الناطق باسم “موقع 18آذار”، “النظام وميليشياته، المسؤولية عن حالة الفلتان الأمني، وهو يسعى جاهداً أن تبقى درعا في هذه الحالة، وبالتالي سيكون هناك فرصة له للقيام بعمليات أمنية وعسكرية متى أراد ذلك”.
وشدد المقداد أن المتحكم في الوضع الأمني في المحافظة هو “فرع الأمن العسكري وميليشياته بالإضافة إلى أفرع النظام الأمنية الأخرى”.
وكان مكتب توثيق الشهداء في درعا وثق مقتل 156 شخصاً في مناطق متفرقة من محافظة درعا خلال النصف الأول من العام الجاري.