لماذا قصفت إسرائيل مطارات سوريا خلال حربها مع حماس؟

الحرب المستمرة في غزة تستمر بالتصعيد، حيث يستمر الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مناطق غزة. بالإضافة إلى ذلك وسعت إسرائيل عملياتها يوم الأحد 22 تشرين الأول/أكتوبر لتصل إلى الأراضي السورية حيث قصفت مطاري دمشق وحلب الدوليين.

ويعتبر الهجوم تطوراً ملحوظاً بعد أسبوعين من تنفيذ حماس لواحدة من أقوى الهجمات على إسرائيل منذ تأسيس الدولة اليهودية سنة 1948.

وتعتبر الفوضى القائمة متشابكة مع خلافات إقليمية وتقسيمات طويلة الأمد والتي تشكل استجابات من دول غرب اسيوية مختلفة.

مثلث إسرائيل وسوريا وحزب الله

الضربات الأخيرة على سوريا يمكن فهمها على أنها علاقات معقدة بين سوريا وحزب الله وإسرائيل.

مخاوف إسرائيل

لم تعلن الحكومة الإسرائيلية عن أسباب قصفها الأخير على سوريا. ولكن من المعروف بأن هذه الضربات هي أعمال استباقية تهدف لمواجهة تهديدات حزب الله الذي يحاول فتح جبهة جديدة من الهجمات في الشمال، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

مخاوف إسرائيل تنبع من حقيقة أن لبنان وسوريا يتشاركان نفس الحدود مع إسرائيل في الشمال. وحزب الله هي منظمة مدعومة من إيران ومتورطة بحوادث تبادل إطلاق نار مع إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، إلا أنها لم تدخل الحرب رسمياً.

موقف سوريا التاريخي من إسرائيل

كانت سوريا وما زالت معارض قوي لإسرائيل منذ تشكلها عام 1948 وذلك بما يتناسب مع السياسة العامة للدول العربية في المنطقة.

تاريخ كلتا الدولتين يعج بالحروب بما فيها حرب الستة أيام سنة 1967 والتي نتج عنها احتلال إسرائيل للجولان.

العلاقات المتنامية بين حزب الله وسوريا

تطورت العلاقة بين حزب الله وسوريا خلال السنين وتشكلت بتأثير خارجي. بينما يشترك كل من حزب الله والدولة السورية في اتخاذ إسرائيل والغرب أعداء مشتركين ومن روسيا حليفاً, فهما يختلفان في بعض المصالح. وبعد انتهاء الحرب الأهلية في 1990، وافق حزب الله على وجود قوات سورية في لبنان كما قام الرئيس بشار الأسد بإيواء ميليشيا شيعة سوريين من حزب الله وإيران في دولته.

كيف تشكل حزب الله؟

أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله سنة 1982. ومن أهدافه الرئيسية كان الترويج للحرس الثوري الإيراني ومواجهة القوات الإسرائيلية التي دخلت لبنان خلال الحرب الأهلية بين 1975 و 1990.

كان الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ونتج عنها احتلال أجزاء من جنوب لبنان. هذا الاحتلال حشد مجتمعات شيعية في الجنوب حيث اعتبروا أنفسهم مقاومة العدوان الإسرائيلي. وتحالف حزب الله مع طهران وجندوا أعضاء من الشيعة في لبنان.

وبعد انسحاب إسرائيل في سنة 2000 وانتهاء الحرب الأهلية، أصبح حزب الله بدعم من إيران عدو إسرائيل الأول في لبنان.

وقام حزب الله باستعراض ملحوظ للقوة العسكرية في 2006 خلال خمس أسابيع من الصراع  مع إسرائيل. وتفاقمت الأزمة عندما عبر حزب الله إلى داخل إسرائيل وقام بأسر عسكريين اثنين وتسبب بالعديد من الضحايا.

دور سوريا بالصراع الحالي

سوريا منجرة بالصراع القائم بشكل أساسي من خلال الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مطارات دولية في حلب ودمشق. هذه الهجمات سببت ضرراً وعرقلت عمل المطارات في سلسلة ضربات على الأراضي السورية خلال الصراع القائم. بالإضافة الى ذلك، شارك حزب الله بالصراع من خلال توجيه ضربات على مواقع عسكرية في مزارع شبعا المتنازع عليها بالقرب من الجولان.

مخاوف وعواقب

التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله والضربات الإسرائيلية على سوريا تزيد من المخاوف حول مسار التوتر في غزة. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر حزب الله مشدداً على العواقب الوخيمة للحرب. ويبقى حزب الله الذي حصل على قوة عسكرية كبيرة ودعم من بعض الدول المتعاطفة فاعل قوي في المنطقة.

بينما يدخل الصراع أسبوعه الثالث، هناك توجس متصاعد حول احتمالية غزو إسرائيلي بري لغزة وخطورة امتداده إلى الدول المجاورة. ومن المحتمل أن توسع أعمال حزب الله على وجه الخصوص نطاق النزاع مما قد يؤثر على الدول الأخرى في المنطقة الآسيوية الغربية.

الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا لها تداعيات عميقة على المنطقة متأصلة في ديناميكيات إقليمية معقدة متضمنة إسرائيل وحزب الله وسوريا. بينما تتطور الحالة، تبقى منطقة آسيا الغربية نقطة التقاء لتصعيد محتمل أكبر واتساع نطاق الصراع الذي يمكن أن يندلع في دول مجاورة.  

كتبته سنيحة سواميناثن لموقع WION الهندي وترجمته نورث برس