نساء يمارسن مهنة التداوي بالأعشاب في مركز بالدرباسية
الدرباسية- لوكاس تشابمن- نورث برس
في منزل صغير تم تحويله إلى مركز للتداوي الطبيعي، تقف خالصة أحمد، وهي سيدة في العقد الرابع من العمر وإدارية في مركز آري للأعشاب الطبيعية، أمام رف مليء بعبوات بلاستكية تحتوي على زيوت مختلفة الألوان جهدت مع فريقها في إعداداها وفق خلطات ومقادير معينة، وتحاول ملئ بعض العبوات بحرص لتقوم بوضعها في مكانها المناسب على الرف.
"هذا زيت الجوز"، تقول خالصة وهي تفتح غطاء عبوة وتسكب السائل الأسود السميك فيها ثم تقوم بإغلاقها وخضها، وتردف مبتسمةً: "هذه للأشخاص ذوي الشعر الخفيف أو من فقدوا شعرهم".
ويقع مركز آري للطب الطبيعي والتداوي بالأعشاب في ناحية الدرباسية، شمالي سوريا، وهي منشأة تحتوي على مكتب ومطبخ صغير وغرفة للعلاج الفيزيائي، بالإضافة إلى غرفة مليئة بالزيوت والأعشاب وأدوية طبيعية، عُلق على أحد جدرانها علم (رمز) لـ"وقف المرأة الحرة".
تقول أحمد وتعتبر خبيرة في المركز إنها بدأت بتعلم الطب البديل منذ أن كانت شابة من والدتها وجدتها، وتمارس المهنة منذ 28 عاماً.
وكانت تمارس التداوي بالأعشاب من المنزل إلى حين قيام مؤسسة "وقف المرأة الحرة في سوريا" بفتح مركز خاص للطب البديل بإدارتها، "لم أفكر في ذلك قط، لكن نعم كان هذا شيئاً أردته".
في نيسان/أبريل 2018 تم افتتاح المركز، الذي تصفه "أحمد" بالخطوة الكبيرة، فبعد ستة أشهر من الافتتاح قررت النساء العاملات فيه إضافة قسم للعلاج الفيزيائي.
وتوضح "أحمد": "لدينا الكثير من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء اللاتي يعانين من آلام الظهر. النساء تشعر براحة أكثر معنا."
وترى بدور وهي واحدة من بين ثلاث معالجات في المركز أنه يعد بديلاً منخفض التكلفة بالمقارنة مع مستشفى المدينة, "نحن نتقاضى مقابل الجلسة الواحدة مبلغ ألف ليرة سورية فقط، في حين قد تصل التكلفة إلى /3500/ ليرة سورية في مستشفيات المدينة".
وتقول خالصة أحمد إن العديد من المرضى, ممن أصيبوا بالإحباط بسبب الآثار الجانبية للأدوية أو عدم فعاليتها أو بسبب إجرائهم لعمليات جراحية, وجدوا في المركز فائدة أكثر من المشافي، كما إن الوصول إليه سهل أيضاً وفق وصفها.
وتضيف أن المركز يقدم علاج لمشاكل الإنجاب والديسك والعديد من الأمراض الأخرى فقط باستخدام الخلطات الطبية الطبيعية و العلاج الفيزيائي.
وتأمل "خالصة أحمد" أن يُحدث التداوي بالطب البديل والأعشاب تأثيراً كبيراً في المنطقة، "لقد تعلمت هذا من والدتي، فقبل آلاف السنين، استخدم الناس الوصفات الطبية الطبيعية, والآن تعود عائلاتنا ومجتمعاتنا إلى التداوي بالطب البديل شيئاً فشيئاً".
وترى أن المركز يتخذ خطوات لضمان إتاحة الطب البديل للجميع, "بدأنا بدورات لتعليم الطلاب في التداوي بالأعشاب, ولدينا أيضاً كتاب سينشر قريباً، ونخطط للقيام بأشياء أفضل في المستقبل أيضاً".