رغم ملايين الدولارات.. شتاء قاسٍ ينتظر ضحايا زلزال جنديرس
مؤيد الشيخ ـ عفرين
أمام خيمته التي بناها على ركام منزله الذي انهار نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمالي سوريا، يجلس الخمسيني سردار عبدو وقد بدت على وجهه ملامح التعب من التفكير في كيفية استقبال فصل الشتاء داخل خيمة بعد عجزه عن تأمين تكاليف إعادة بناء منزله.
يتساءل الخمسيني: “أين ذهبت ملايين الدولارات التي دخلت إلى المنطقة خلال فترة الزلزال”.
وتعرضت مناطق شمال غربي سوريا ومناطق جنوب تركيا في السادس من شباط/ فبراير الفائت، لزلزال مدمر أسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف إنسان في جنوب تركيا وشمالي سوريا، وكانت بلدة جنديرس بريف عفرين شمالي حلب من أكثر المناطق السورية تضرراً بفعل الزلزال، حيث تسبب بدمار معظم مبانيها ومقتل أكثر من ألف من سكانها.
يقول سردار عبدو، وهو من سكان بلدة جنديرس، لنورث برس، إنه وخلال فترة الزلزال وصلت إلى البلدة مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية، وزع القليل منها في حين فقد الجزء الأكبر”.
وحينها كان السكان الذين تدمرت منازلهم بشكل كلي أو تضررت جزئياً، يأملون أن يتم دعمهم لإعادة إعمار منازلهم، “لكن ذلك لم يحدث إلى الآن رغم عشرات ملايين الدولارات التي وصلت إلى جنديرس وكان الهدف منها إعادة الإعمار”، بحسب “عبدو”.
وكل ما يتمناه الرجل “دعم لإعادة بناء منازلنا تلك التي بقينا سنوات من أجل إعمارها والسكن بها، والتي سويت بالأرض خلال ثوان معدودة”.
وقبل أيام، أخطر فصيل موال لتركيا، قاطنو أحد مخيمات متضرري الزلزال قرب بلدة جنديرس بريف عفرين، بضرورة إخلاء خيامهم، بحجة عودة ملكية الخيام للفصيل.
يقول فؤاد عثمان (42 عاماً) وهو من سكان جنديرس، لنورث برس، إن شارع الصناعة من أكثر الأحياء تضررا في جنديرس حيث دمر بشكل شبه كامل وانهارت جميع المباني المتواجدة به.
وإلى الآن، لم يشاهد أي من السكان يقوم بإعادة بناء منزله أو بنايته، “وهذا يدل على أنه إلى الآن لا توجد مشاريع إعادة إعمار أو تقديم مساعدات لذلك”.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال في جنديرس 513 حالة وفاة و831 إصابة، فيما تدمر أكثر من 200 مبنى بشكل كامل وحوالي 500 مبنى بشكل جزئي، كأكثر المناطق السورية المنكوبة جراء الزلزال.
ونهاية أيار/ مايو الماضي، قالت مصادر عاملة في الدفاع المدني، لنورث برس، إن أعمال إزالة الأنقاض انتهت بعد عملٍ استمر لأكثر من أربعة أشهر، حيث جرى ترحيل ركام ما يقارب 250 مبنى سكني من خلال مشاركة ما يقارب 100 آلية قامت بنقل الركام إلى أماكن جرى تخصيصها في المنطقة.
رامي الحلبي وهو اسم مستعار لأحد الإداريين في المجلس المحلي في بلدة جنديرس التابع للمعارضة، أشار في حديث لنورث برس، إلى أن السلطات التركية هي المتحكم في عمل المنظمات التي ينبغي أن تدعم البلدة لإعادة الإعمار.
ولكنها “تتغافل عن جنديرس وتوجه اهتمامها لبناء مشاريع في إدلب وشمال حلب،
وتقوم بتأجيل جميع مشاريع إعادة الإعمار في منطقة عفرين بشكل عام وجنديرس بشكل خاص”.
وشدد “الحلبي” أن الأوضاع في جنديرس “كارثية” لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، حيث لا تزال عشرات العائلات تعيش في الخيام على ركام منازلها المدمرة، وليس لديها أي إمكانية لإعادة الإعمار.