“قصفها هو استهداف للسكان”.. تخوف في منبج من ضربات تركية للبنية التحتية
فادي الحسين – منبج
ولّد القصف التركي لشمال شرقي سوريا، هاجس خوف لدى إسماعيل، وعموم سكان مدينته، من هجمات مشابهة لتلك التي استهدفت البنى التحتية.
يتخوّف إسماعيل قطوان (38 عاماً) من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، من استهداف تركيا للبنى التحتية بمنبج. يقول إن استهدافها “استهداف للشعب بشكل مباشر، كون البنى التحتية هي مقومات الحياة الرئيسية للسكان مثل محطات المياه والكهرباء”.
وفي الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شنّت تركيا سلسلة ضربات جوية من ديرك أقصى شمال شرقي سوريا إلى القامشلي والحسكة وكوباني وريف حلب في شمالي سوريا، استهدفت منشآت غاز ومياه وكهرباء ونفط.
يرى “قطوان” أن تركيا باستهدافها للبنى التحتية؛ تستهدف سكان المنطقة، “لا تستهدف وجود الإدارة الذاتية بشكل مباشر”، لذا فإن القصف التركي بات هاجساً لعموم سكان المنطقة، وفقاً لقوله.
ويضيف لنورث برس، أن القصف التركي يزيد من معاناة السكان وسط صعوبات معيشية يعانون منها.
كذلك يتخوّف رشيد من حرب تطال مدينته؛ مشابهة لتلك التي استهدفت فيها تركيا البنى التحتية شمالي سوريا، إذ يرى أن استهداف البنى التحتية يعرّض عموم السكان لـ “كوارث”.
يقول رشيد الأحمد (57 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إن تخريب وتعطيل البنى التحتية يؤدي لحرمان السكان من أساسيات حياتهم، مثل؛ المياه والكهرباء وغيرها من المشافي والمدارس.
وخلال تصعيدها الأخير، استهدفت القوات التركية 264 موقعاً في شمال شرقي سوريا، خلال عشرة أيام، وفقاً لما سجله قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.
وتوزعت المواقع المستهدفة بين 29 موقعاً للبنى التحتية، و185 مواقعاً سكنياً، و38 موقعاً عسكرياً بينهم 25 للقوات الحكومية، و7 أراضٍ زراعية، و3 معامل صناعية، ومدرسة ومشفى.
يقول “الأحمد” بلهجته العامية، لنورث برس: “ما نريد الضرر لغيرنا ولا النا وشو ذنب البشر لحتى يتم ضرب البنى التحتية”، مستدركاً “أن تضرب البنى التحتية يعني أنك تستهدف السكان”.
يتمنى الرجل ألا يتكرر القصف، إذ تأثر عموم سكان شمال شرقي سوريا، باستهداف منشآت حيوية، لا سيما معمل غاز السويدية، وآبار نفطية.
يطالب “الأحمد” المجتمع الدولي بإيقاف الهجمات التركية على المنطقة، والتي تنعكس آثارها على السكان بالعموم.
وسبق التصعيد التركي، ربط وزير خارجيتها هاكان فيدان، منفذي تفجير أنقرة بسوريا، حينها؛ خرج بتصريحات هدد باستهداف المنشآت الحيوية في شمالي سوريا، رغم نفي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، ما ادّعته تركيا واتهمتها بـ “خلق ذرائع لمهاجمة المنطقة”.
واستهدفت القوات التركية المواقع بـ 356 ضربة؛ بالمدفعية والأسلحة الثقيلة والطيران الحربي والمسيّر. فقد في القصف 9 مدنيين حياتهم وأصيب 15 آخرون، بينما فقد 39 عسكرياً حياته وأصيب 34 آخرون خلال عشرة أيام من التصعيد التركي. وفقاً لما أحصت نورث برس.
وقصف المسيرات التركية 52 موقعاً، 19 منها لبنى تحتية، و22 موقعاً سكنياً، و11 موقعاً عسكرياً منهم 5 للقوات الحكومية، في حصيلة سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.
من جهته يطالب محمد العيسى (39 عاماً) من سكان منبج، المجتمع الدولي بمواقف “رادعة” ضد مثل هذه الاستهدافات التي تطال البنى التحتية والسكان.
وتسبب القصف التركي على المنشآت الحيوية في شمال شرقي سوريا، منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بخروج محطات الكهرباء في الحسكة وعامودا والقامشلي وتربه سبيه وديرك عن الخدمة.
وفي الـ 12 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، دعت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، جميع المؤسسات الحقوقية والأممية والإنسانية ولجان تقصي الحقائق للعمل من أجل فتح تحقيق واضح وشفاف ومحايد حول “مجازر وانتهاكات” تركيا في مناطق شمال شرقي سوريا.