فادي الحسين – منبج
مع أول هطول للأمطار هذا العام، خرج علي من خيمته، التي لم تمنع تسرب المياه إلى داخلها، بسبب اهترائها، ويتخوّف من تكرار معاناة الشتاء الماضي.
يتذمر الرجل من اهتراء خيمته وعدم وجود العوازل التي تمنع تسرب مياه الأمطار، ما ينذر بـ “شتاء قاسٍ” سيزيد من معاناته وأقرانه، في ظل صعوبة الظروف المعيشية وقلة المساعدات.

يقول علي الجاسم (43 عاماً)، وهو نازح من دير حافر ويقطن مع عائلته المؤلفة من أربعة أشخاص في مخيم منبج الشرقي القديم، إن الخيمة التي يقطن فيها مهترئة، ولا تمنع دخول الأمطار.
ومع إقبال فصل الشتاء، يشتكي نازحون في منبج، شمالي سوريا، من عدم تقديم عوازل لخيامهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، واهترائها نتيجة تعرّضها للعوامل جوية.
وفي منبج مخيم، تسكن فيه 430 عائلة، ويبلغ عدد قاطنيه 2176 شخصاً، يُسمى بمخيم منبج الشرقي القديم، ويقع في منطقة الرسم الأخضر.
يشتكي “الجاسم” من امتلاء خيمته بمياه الأمطار وتعرّض أطفاله للبرد في كل منخفض جوي، في ظل عدم توفر أغطية ومستلزمات دفئ تقيهم البرد.
ويشتكي النازحون في مخيمات منبج من نقص الدعم بالمساعدات الإنسانية، ومستلزمات الشتاء، من أغطية وخيام جديدة وعوازل، الأمر الذي يفاقم معاناتهم.
يطالب “الجاسم” كما بقية أقرانه من النازحين المنظمات الإنسانية بدعمهم وتقديم المساعدات من ناحية الخيم الجديدة والأغطية.
ومعظم قاطني المخيمات في منبج من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الشرقي، نزحوا منهما بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على قراهم ومدنهم في العام 2017.
لا يختلف الحال لدى زكية العبد الله (65 عاماً)، وهي نازحة من منطقة مسكنة، وتقطن في مخيم منبج الشرقي الجديد، فهي تعاني أيضاً من اهتراء خيمتها، ودخول الأمطار إليها.
وفي الخامس عشر من آذار/ مارس 2018 أنشئ المخيم الشرقي الجديد بعد عام من إنشاء المخيم الشرقي القديم، ويفصلهما عن بعضهما قرية الرسم الأخضر 10كم جنوب شرقي منبج.
في الأسبوع الفائت، لم تبيت “العبدالله” في خيمتها نتيجة هطول الأمطار، لعدم قدرتها على المكوث داخلها بسبب تسرب المياه إلى الداخل.
“الجلوس داخل الخيمة لا يختلف عن الجلوس في الخارج ففي كلتا الحالتين مياه الأمطار تصب فوق رؤوسنا”، تقول المسنة، لنورث برس.
ويلجأ معظم سكان المخيم إلى ترقيع خيمهم بالأقمشة والبلاستيك لسد الثقوب، كما يعتمدون على وضع التراب على أطراف الخيم لمنع تسرب مياه الأمطار إليها، بحسب الستينية.
ومنذ ثلاث سنوات لم يتم استبدال خيمة “العبدالله” فقد أصبحت مهترئة ولم تعد صالحة للسكن، بالإضافة لنقص كبير في الأغطية فهي مهترئة أيضاً ولا تقي من البرد.
وتقول، إن الوعود بتقديم المساعدات لهم كثيرة، “لكنها تبقى وعوداً دون جدوى أو فائدة”، “الشتاء أصبح على الأبواب وإلى الآن لم يقدم لنا تدفئة أو أي شيء من مستلزمات الشتاء”.
وتضيف: “في كل عام نصارع وأطفالنا برد الشتاء”.

يقول نازحون إنهم يحتاجون لاستهلاك ما لا يقل عن ثلاثة براميل من المازوت في الشتاء، وخاصة أن الخيام لا تقيمهم برودة الطقس والرياح كما المنازل.
ويجد نازحون صعوبة في شراء العوازل لخيامهم في ظل قلّة المساعدات الإنسانية وصعوبة الظروف المعيشية، إذ تُضاف تكاليف شراء العوازل للخيام، لمعاناة النازحين، حيث يبلغ سعر العازل الواحد أكثر 150 ألف ليرة، وتحتاج الخيمة لثلاثة منها.
ذات المعاناة لدى أحمد الملا (52 عاماً)، وهو نازح من منطقة دير حافر، ويقيم مع عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص في مخيم منبج الشرقي القديم، يقول الرجل إن مياه الأمطار في الشتاء تدخل إليهم، وفي الصيف يعانون من أشعة الشمس الحارقة.
ولا تقي الخيمة التي يقطن فيها الرجل مع عائلته، لا من برد الشتاء ولا شمس الصيف اللاهبة، على حد قوله.
وتأتي معاناة النازحين في ظل انسحاب المنظمات الإنسانية العاملة في مخيمات منبج، وتجاهل الجهات المعنية لمعاناتهم وشكاويهم.
ويحمل “الملا” المسؤولين عن المخيم والمنظمات الإنسانية مسؤولية تقديم المساعدات اللازمة لهم، من خيام جديدة وعوازل ومدافئ للتخفيف من معاناتهم في فصل الشتاء.