ارتفاع سعر الطحين يتسبب بإغلاق معظم الأفران في ديرك شمالي سوريا
ديريك – سولنار محمد – نورث برس
تعاني مدينة ديرك أقصى شمال وشرقي سوريا، نقصاً حادً في مادة الطحين وارتفاع غير مسبوق في سعرها ما أجبر عدداً من الأفران الخاصة على إغلاق أبوابها والتوقف عن إنتاج الخبز.
ويأتي إغلاق معظم الأفران نتيجة نقص الطحين عقب ارتفاع سعره بشكل غير مسبوق في تاريخ سوريا منذ أسبوع.
وارتفع سعر الكيس الواحد من مادة الطحين وزن /50/ كيلو جرام خلال أسبوع إلى أكثر من /30/ ألف ليرة سورية بعد أن كان ثمنه/11/ ألف ليرة، في حين ارتفع ثمن كيس الخميرة من /9/ آلاف إلى نحو /45/ ألف.
وقال مالك فرن "الرحمة" الحجري رمضان أحمد لـ "نورث برس"، الثلاثاء، إنه لا يمكن لأصحاب الأفران شراء الطحين بسعر باهظ وإبقاء سعر رغيف خبز "الأفران الحجرية" على حاله كما السابق والذي كان ثمنه /100/ ليرة، لافتاً أن كمية الطحين التي كان يمتلكها "قليلة" ما أضطره إلى إغلاق فرنه منذ أسبوع.
ودعا "أحمد"، "إدارة الأفران" التابعة للإدارة الذاتية أن تعمل على توفير الطحين، مشيراً إلى أن أزمة الخبز لا تقتصر أسبابها على ارتفاع سعر الطحين فحسب بل إنها تشمل ارتفاع سعر "طرد " الخميرة إضافة إلى غلاء المازوت.
ولفت "أحمد"، أنه إذا وفرت "إدارة الأفران" الطحين سيبقي سعر رغيف الخبز على حاله رغم أن ذلك لن يجدي نفعاً … كانت أرباحي التي أجنيها /5/ آلاف والآن حتى لو بلغت /20/ ألف لن أحقق أي ربح… الحل هو توفير الطحين بسعر مناسب".
ومن جانبها أكدت وفاء علي عضو لجنة الاقتصاد في مجلس ناحية ديرك، انعدام توفر الطحين في الأفران السياحية والتوقف عن عملها نتيجة ذلك باستثناء فرن عبد الرحمن عبد الغني، مشيرةً في الوقت ذاته أنه من المفترض إيصال المادة إليها اليوم أو غداً.
وأضافت: "انهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وتعطل الفرن الآلي لمدة يومين ساهم أيضا بأزمة الخبز إلا أنهم أجروا صيانة له حيث عاود إنتاج الخبز كما كان عليه سابقاً.
ولفتت "علي" أنهم "لن يسمحوا برفع سعر مادة الخبز وسيبقى ثمنه ثابتاً".
إلى ذلك قال عبد الرحمن عبد الغني صاحب "فرن عبد الغني السياحي"، إن الازدحام أمام الأفران ليس أمراً جديداً لكن مع أزمة الطحين زاد تجمع المواطنين أمام فرنه لشراء الخبز.
وطالب "عبد الغني"، "إدارة الأفران" بتوفير الطحين لهم عوضاً عن شرائه من السوق السوداء كي يبقى سعر ربطة الخبز السياحي على حاله بـ /200/ ليرة، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم توفير الطحين إلى الأفران الأخرى فإن فرنه سيضطر إلى عجن /10/ طن من الطحين بدلاً من /5/ طن لسد احتياجات الأهالي من الخبز.
وبالتزامن مع نقص مادة الطحين تشهد الأفران التي ما تزال تنتج الخبز ازدحاماً من قبل المواطنين، حيث قال رمضان حسن من ريف ديرك أنه جاء إلى المدينة منذ الصباح لشراء الخبز إلا أن الازدحام أجبره على الوقوف لساعات كما أنه تأخر عن عمله نتيجة ذلك، مطالباً بإيجاد حل لتلك "الأزمة".
فيما لم يستطع أحمد العلي من مدينة ديرك، الحصول على ربطة خبز بسبب "عدم انتظام الدور والمحسوبيات" فقرر العودة إلى منزله دون شراء المادة، وفق قوله.
من جانبها أشارت رهف محمد من ريف ديرك، أنها جاءت هي وأولادها إلى المدينة لشراء الخبز إلا أنها انتظرت ساعتين ولم تحصل سوى على رغيفين فعادت إلى المنزل.
وينتج الفرن الآلي في مدينة ديرك يوميا ما بين/15-18/ طن من مادة الخبز، ويستفيد منه أكثر من/55/ ألف شخص من المدينة وريفها, بحسب لجنة الاقتصاد في ديرك، ويزيد عدد الأفران الحجرية في المدينة عن عشرة أفران، بالإضافة إلى مخبزين للإنتاج نصف الآلي.