الطبقة – ملهم النايف/مصطفى الخليل – NPA
تشتهر منطقة حوض نهر الفرات بكثرة أوابدها الأثرية التي تعود لشعوب وحضارات عريقة في التاريخ، حيث نشأت على ضفتي الفرات أقدم الحضارات الإنسانية، والتي لعبت دوراً أساسياً في الترويج للسياحة وكانت مقصد الزائرين من أبناء المنطقة والسواح من الدول العربية والأجنبية.
,مع بدء الأزمة السورية آذار/مارس 2011 توقف قطاع السياحة في البلاد، بسبب الحرب والاضطرابات الأمنية وسيطرة الجماعات المتطرفة كجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، فأضحت هذه الأماكن مهجورة وعرضة للدمار والسرقة من قبل مهربي الآثار.
قلعة جعبر الأثرية، أحد أهم المواقع الأثرية في سوريا والتي كانت تحظى باهتمام السواح والزائرين من خارج سوريا، الواقعة على ضفة بحيرة سد الفرات في شمالي سوريا، وتمتد داخلها على شكل جزيرة أثرية محاطة بالمياه من كافة الجهات مبتعدة عن مدينة الطبقة مسافة /15/ كم وعن مدينة الرقة 50// كم غرباً.
تتربع قلعة جعبر فوق هضبة كلسية ترتفع قمتها إلى /347/م فوق سطح البحر، يُحيط بها سوران يضمان أكثر من /35/ برجاً.
تُنسب قلعة جعبر إلى جعبر بن سابق القُشيري الذي عاش في القرن الخامس الهجري وسيطر عليها السلطان ملك شاه بن ألب ارسلان السلجوقي سنة 1086م بعد حصار دام يوماً وليلة وتمكن نور الدين محمود بن زنكي من فتح القلعة سنة 1168م.
أثناء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على القلعة 2013 تحولت الى ثكنة عسكرية وموقع لتدريب مقاتلي التنظيم ومُنع الأهالي من زيارتها.
بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية عادت جعبر مقصداً للزوار حيث يقصدها الأهالي من مناطق شمال وشرقي سوريا وخاصة أهالي مدينتي الرقة والطبقة بشكل دوري.
أحد الزائرين حسين الخلف، من مدينة الطبقة تحدث لـ “نورث برس” عن واقع القلعة قبل الحرب، وأثناء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة، ومنع عناصر التنظيم الأهالي من زيارتها، قائلاً “كل جمعة كان يرتادها الزوار من كل مكان في حين منعت داعش زيارتها وحولتها إلى مقبرة وسجن” متمنياً أن تعود القلعة أفضل مما كانت عليه سابقاً.
مهند الشمري, من أهالي مدينة الرقة قال “حُرمنا من زيارة جعبر لأربع سنوات بسبب الظروف، فتحولت إلى أشبه ما تكون بالثكنة العسكرية، لكن حالياً أصبح بإمكاننا زيارة القلعة وبرفقتنا أطفالنا فالهواء نظيف والجميع يحتفل بهذه الزيارة” معتبراً أن زيارة قلعة جعبر حالة اعتيادية في كل عطلة.
وتعتبر مدينة الطبقة هي ثاني أهم مدينة في محافظة الرقة، تبعد عنها بحدود /55/ كم غرباً على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وخضعت لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 وفي مطلع أيار/مايو 2017 تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منها.