اتهامات للحكومة بالتهرب من تنظيف مدينة السويداء

السويداء-NPA
عادت مشكلة انتشار تجمعات القمامة في شوارع مدينة السويداء للتفاقم من جديد، مع اقتراب فصل الصيف، لتثير مخاوف سكان المدينة، من تحوّل المراكز العشوائية لتجميع القمامة، إلى ملاجئ للحشرات والقوارض، فضلاً عن الأمراض التي تهدد بالتسبب بها، فيما يتنصل مجلس المدينة من المشكلة محملاً “الحصار الاقتصادي” أسبابها.
وكالة “نورث برس” تابعت من خلال مراسلها في السويداء، مشكلة الانتشار العشوائي للقمامة، بغية الوقوف على أسبابها ونتائجها، وخطط المراكز الخدمية والإدارية التابعة للحكومة السورية في مدينة السويداء وعموم المحافظة لوضع الحلول والوقوف على الأسباب، إذ تحدث أبو نجم نعيم، وهو أحد سكان المدينة لوكالة “نورث برس”، قائلاً: “تزايدت مؤخراً أكوام القمامة في شوارع المدينة، وبدأت سيارات القمامة تتأخر في ترحيلها، فضلاً عن عدم وجود حاويات كافية لتجميع القمامة فيها قياساً لعدد السكان الكبير، ما يدفع الأخير لرمي أكياس القمامة في محيط الحاويات”.
عجز المبادرات الفردية 
أم سامي (35 عاماً)، وهي ربَّة منزل وأمٌّ لثلاثة أطفال، تحدثت لوكالة “نورث برس”، قائلة: “نعاني منها مع ارتفاع درجة الحرارة في كل عام، والتي تتسبب بانبعاث روائح كريهة، مع تجمع الحشرات والقوارض والقطط والكلاب في مناطق تجميع ورمي القمامة، وهذا ما دفعني لعدم السماح لأطفالي باللعب في الشارع”.
فيما تابعت بث شكواها قائلة: “عمال البلدية ينقلون أكياس القمامة فقط، فيما يتركون بقاياها المتناثرة على الأرض، ولا يعمدون لبذل أيّ جهد تجاه الرواسب الآسنة، التي تتسبب هي الأخرى في النتائج ذاتها للقمامة المتراكمة، وهذا ما يدفعنا نحن السكان لإعادة تنظيف المكان، عبر وضع بعض المواد المطهرة، فيما يعتبر هذا من أعمال الحكومة، التي باتت غائبة اليوم عن مسرح الخدمات في المدينة، حالها كحال الكثير من المناطق السورية بمدنها وبلداتها وقراها، في حين لا يمكن للمبادرات الفردية أو الأهلية أن تدوم، أو أن تحل كبديل عن البلدية وعمال النظافة، فمشكلة موسعة كهذه تحتاج لجهة رسمية بغية تنفيذ العملية”.
الحصار الاقتصادي سبب في تفاقمها
وفي خضم شكاوى السكان من المشكلة السالفة الذكر، أوضح مصدر في مجلس مدينة السويداء (فضّل عدم الكشف عن هويته)، لوكالة “نورث برس” الأسباب قائلاً: “نعاني في سوريا من أزمة وقود بسبب الحصار الاقتصادي، إذ جرى تخفيض مخصصات السيارات الحكومية مرتين، كانت الأولى بنسبة 25%، فيما كانت الثانية بنسبة 50%، عن النسبة التي كانت معتمدة سابقاً، ما أجبرنا على إيقاف /7/ سيارات عن العمل، من أصل /10/، والتي كانت تجمع النفايات من المدينة، بالإضافة لتخفيض عدد ورديات العمل من ثلاث إلى واحدة، وعزز هذه المشكلة النقص الكبير في عدد عمال النظافة، الذي بلغ تعدادهم /70/ عاملاً، فيما بلغ تعداد سكان المدينة نحو /300/ ألف نسمة”.
المصدر ذاته أضاف لـ “نورث برس”: “ما زاد في مشكلة القمامة سوءاً، هو حجم العمل الكبير الذي تتطلّبه عملية نقل القمامة من تجمع النازحين في معسكر الطلائع بالسويداء، حيث يجري ترحيل أكثر من /200/ طن من النفايات، وهذا ما يتطلب حجم عمل يفوق الامكانات المتوافرة، فيما لا تظهر أي حلول في الأفق، في حال لم تجرِ زيادة في مخصصات الوقود، مع تخصيص ميزانية بهدف تحسين دخل عمال النظافة، ومضاعفة أعدادهم أو زيادتها على أقل تقدير”.
السكان وجدوا في الأسباب التي قدمتها الجهات الحكومية السورية في مدينة السويداء، مبالغة وتهرباً غير مبرر من مشكلة صحية وخدمية غير لائقة بمدينة السويداء، وطالبوا الجهات الإدارية في المدينة وعموم المحافظة، بالتحرّك إزاء هذه المشكلة، والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن، وبخاصة في ظل تزايد أعداد الحشرات، واتساع رقعة انتشار الأمراض بشكل أكبر، مطالبين بعدم تحويل السويداء إلى بيروت جديدة غارقة في قمامتها.