سرقات وانخفاض نسبة الزيت.. مزارعو الزيتون في درعا يجنون المحصول مبكراً

مؤيد الأشقر ـ درعا

اضطر عبد الرحمن الأصفر (46 عاماً) أحد مزارعي مدينة درعا، لقطف ثمار الزيتون من مزرعته في منطقة الشياح، بعد أن سرقت مئات الكيلو غرامات من ثمارها ليلاً على يد لصوص.

وجرت العادة أن يتم قطاف الزيتون في الجنوب السوري في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث تكون الثمار نضجت بشكل جيد وتكون نسبة الزيت فيها مناسبة للعصر.

وقال “الأصفر” لنورث برس، إن هذا العام وصلت نسبة عصير زيت الزيتون إلى 150 كيلو غرام زيتون مقابل تنكة زيت واحد 16 كيلو غرام، بينما في السنوات الماضية كانت تصل النسبة إلى 80 كيلو غرام زيتون مقابل تنكة واحدة، ما يعادل النصف تقريباً.

وفكر المزارع أن يذهب ليلاً لحراسة المزرعة من السرقات، “لكن الأوضاع اليوم مخيفة جداً بسبب انتشار السلاح، ولا أستبعد أن يكون اللصوص مسلحين ويطلقون النار عليّ في حال اعترضت طريقهم”.

وهذا التخوف والوضع الأمني المتردي، دفع “الأصفر”،  إلى قطف الثمار باكراً وتفضيل الخسارة المادية مقابل الاصطدام مع اللصوص.

ومن جانبه قال سعيد الجمالي، (50 عاماً)، مهندس زراعي في ريف درعا الغربي لنورث برس، إن قطاف ثمار الزيتون قبل شهر تشرين الثاني “يفقده 20 بالمئة من قيمة الزيت بداخله”.

وأضاف “الجمالي” أنه في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر، يكتمل الزيت داخل الثمار، لكن هي بحاجة لما لا يقل عن أسبوعين من أجل القدرة على تحريره من داخلها حيث يكون الزيت ضمن جيوب صغير جداً داخل الثمرة.

وأشار المهندس الزراعي، إلى أن عصير الزيتون مبكراً يؤثر على لون الزيت إذ في الغالب يكون ذا لون أخضر، وهو يحتوي على مادة تسمى “الكلوروفيل” وتصبح هذه المادة سامه في حال زادت عن حدها داخل الزيت، وهي قابلة للتفاعل والتحلل في حال تعرض الزيت للضوء والحرارة كأشعة الشمس.

ويعتبر زيت الزيتون الذي تم عصره مبكراً غير صحي للاحتفاظ به لشهور كما يفعل السكان في محافظة درعا الذين يعملون على وضع الزيت في بيوتهم لمدة سنة تقريباً كمؤونة، بحسب “الجمالي”.

وقال محمود أبو نعيم (65 عاماً)، صاحب أحد المعاصر في مدينة درعا لنورث برس، إن افتتاح المعاصر في محافظة درعا في العادة يبدأ في الثلث الأخير من شهر تشرين الأول، حيث يبدأ بعدها بأيام موسم قطف الزيتون بينما السنوات الأخيرة وبسبب السرقات بدأت المعاصر تفتح أبوابها في العاشر من تشرين الأول.

وأشار “أبو نعيم” إلى أن الكثير من المزارعين بدأوا بقطف ثمار الزيتون من مزارعهم قبل افتتاح المعصرة بأيام، وجمعوا الزيتون أمام المعصرة وانتظار افتتاحها بدلاً من تركه على الشجر وسرقته.

وشدد صاحب المعصرة، على أن تكاليف عصر الزيتون لهذا العام وصلت إلى 625 ليرة للكيلو الواحد، بينما تباع الصفيحة الفارغة بـ40 ألف ليرة سورية.

ووصلت تكاليف تنكة الزيت الواحد إلى ما يقارب من 400 ألف ليرة سورية، حيث يتم قطف الثمار بـ2000 ليرة مقابل الكيلو الواحد، و 62500 ليرة أجور عصير، و 40  ألف ثمن الصفيحة الفارغة، وتباع في الأسواق اليوم التنكة الواحدة بمليون ليرة سورية، وفقاً لـ”أبو نعيم”.

تحرير: تيسير محمد