بطقوسهم الخاصة.. "السريان الأرثوذكس" يحتفلون بـ "عيد العنصرة" في القامشلي
القامشلي – ريم شمعون – نورث برس
احتفلت كنائس طائفة السريان الأرثوذكس في مدينة القامشلي، الأحد، بإقامة القداس الخاص بـ "عيد العنصرة"، ويقصد به "حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح الـ12"ويسمى عدة أسماء أخرى منها "عيد الخمسين" أو "عيد الرشيش".
وبحسب المعتقدات المسيحية، يعود هذا اليوم إلى السنة الميلادية الأولى، حيث "تعهد المسيح تلاميذه بحلول الروح القدس عليهم، فكان التلاميذ مع وجود السيدة العذراء وبعض النساء، ينتظرون داخل العلية في أورشليم في اليوم الخمسين بعد قيامة يسوع، ليحلَّ عليهم الروح المقدس" وهذا ما يؤكده كاهن كنيسة السيدة العذراء في القامشلي عبد المسيح يوسف لـ "نورث برس".
ويقول "يوسف" قبل حلول الروح القدس على التلاميذ، لم تكن الرسالة التي كلفهم بها السيد المسيح واضحة لهم، حيث كانوا يعتبرون جميع المواضيع مادية، فقد كانوا مجرد صيادين بسطاء، ولكن مع حلول الروح عليهم في مثل هذا اليوم، أعطاهم القدرة والمعرفة والقوة لينشروا رسالة السيد المسيح والتي هي رسالة الخلاص" بحسب رأيه.
ويتابع "لهذا العيد طقوسٌ خاصة حيث "يقوم الكاهن بالصلاة على المياه لتقديسها، وهذا الطقس له صلواته الخاصة، وبعدها يقوم برش الموجودين داخل الكنيسة بقطرات الماء المقدس".
ويضيف عبد المسيح يوسف "الماء يرمز لألسنة الروح القدس حين حلَّ على التلاميذ والسيدة العذراء، حين كان قد حل على شكل ألسنة نار، ونحن نشبه قطرات الماء بألسنة النار".
ولا تقتصر طقوس رش الماء على الموجودين داخل الكنيسة، أو على رجال الدين فقط، بل انتقلت إلى داخل الأحياء السكنية، وانتشرت بشكل خاص بين الأطفال، حيث يعبر الأطفال عن فرحهم بهذا العيد باللعب بالماء ورشه على بعضهم، أو على المارين في الحي المتواجدين فيه.
ويبيّن الكاهن أن "هذه الظاهرة لا علاقة لها بعيد العنصرة"، فيقول" هناك بعض العادات التي بدأت تمارس خارج الكنيسة في العقود الخمس الماضية، لا علاقة لها بطقوس الكنيسة، وإنما هي عادات اجتماعية متوارثة، فالماء الذي يرشون به أنفسهم لا يعتبر مقدساً، كون أنه لم يتم إقامة الصلوات عليه".
ويتمنى كاهن كنيسة السيدة العذراء في القامشلي أن "يعود السلام والفرح إلى قلوب جميع المؤمنين في هذا اليوم" وأن "يحل الروح القدس على جميع من حضر هذا العيد ومن لم يستطع حضوره" ويضيف "من لا يعيش بسلام لا يستطيع إعطاء السلام للآخرين، ونحن ندعو كل البشر للسلام".
وكانت كنيسة السريان الأرثوذكس فثي القامشلي قد أصدرت، أمس السبت، بياناً دعت فيه إلى إعادة فتح الكنائس بشكل كامل اعتباراً من الأحد، وإقامة جميع الطقوس الكنسية والاحتفالات الدينية مع مراعاة التدابير الوقائية بحسب إرشادات الجهات المعنية وذلك حرصاً على السلامة العامة.
وقررت الكنيسة في منتصف آذار/مارس الفائت، إلغاء كافة الاجتماعات والاحتفالات التابعة لها، وإيقاف الصلوات والقداديس في الكنائس واقتصار الجنازات على كهنة الرعية وذوي الفقيد للوقاية من خطر وباء الفيروس كورونا المستجد.