غرفة الأخبار- نورث برس
إن لم يكونوا هدفاً لنيران مدفعية قوات الحكومة السورية والغارات الروسية، فهم حتماً هدف لرصاص الجندرمة التركية على الحدود؛ لسان حال السوريين في مناطق شمال غربي سوريا في ظل تصعيد عسكري يعتبر الأعنف منذ العام 2020.
فمنذ أكثر من أسبوعين تشهد مدن وأرياف إدلب وحماة وحلب ضمن منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، قصفاً حكومياً مكثفاً بعد الهجوم على الكلية الحربية في حمص، والذي اتهمت الحكومة “تنظيمات إرهابية” بالوقوف وراءه.
وأسفر التصعيد عن مقتل وجرح أكثر من 200 شخصاً، وفق حصيلة سجلها قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.
فيما تطرقت العديد من التقارير الصحفية والحقوقية عن ازدياد نسبة الانتهاكات التي تطال عشرات السوريين من تعذيب واعتقال وقتل من قبل الجندرمة التركية على الحدود في حوادث باتت تتكرر بشكل شبه يومي في ظل التصعيد العسكري في المنطقة.
“سياسة ممنهجة”
يقول رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في ترحيل السوريين من قبل أنقرة إلى الشمال السوري في ظل تصعيد عسكري تشهد منذ أكثر من أسبوعين، بأنه “يأتي ضمن تتريك الأراضي السورية ومحاولة للإيحاء بأن هناك عودة طوعية للسوريين المقيمين ضمن أراضيها باتجاه مناطق محتلة من قبل تركيا للقول بأنها مناطق آمنة”.
ويضيف عبد الرحمن لنورث برس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والنظام التركي، في ظل استمرار القصف والمعارك “لا يأبه بحياة السوريين”.
وشدد على أن أردوغان، “كان شريكاً أساسياً في قتل السوريين”، مضيفاً: “المشكلة بالحكومة التركية تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، والمجازر التي ترتكب في غزة، متناسيةً أنها ترتكب ذات الانتهاكات والممارسات”.
ووصف عبد الرحمن، هجمات الجندرمة التركية التي تصاعدت مؤخراً ضد اللاجئين السوريين، إضافة إلى اعتقال وجرح المئات برصاصهم على الحدود، بأنها سياسية “ممنهجة وليست سياسة فردية من قبل عناصر الجندرمة الذين صدرت لهم الأوامر باستهداف وتعذيب وحتى قتل أي سوري يحاول الدخول إلى الأراضي التركية”.
“مجرد ضحايا”
ويقول سليمان شبيب، وهو سياسي سوري، إن “السوريين بنظر القيادة التركية هم مجرد ضحايا لا تتورع عن تقديمهم على مذبح أطماعها في سوريا والمنطقة”.
ويضيف شبيب لنورث برس: “أنقرة تدفع بالسوريين إلى منطقة غير مستقرة وغير آمنة، حيث تشهد أعمالاً قتالية مستمرة، وصراعات متواصلة لا تنتهي بين فصائل إرهابية مسلحة وتتعرض للقصف بما فيه قصف الطيران”، مشيراً إلى أن “كافة تقارير المنظمات الدولية تؤكد عدم مناسبة تلك المناطق للحياة الآمنة المستقرة”.
وتريد تركيا، بحسب السياسي السوري، “تحويل المهجرين السوريين التي تقوم بترحيلهم بالإكراه، وهي سياسة تمنعها الاتفاقيات الدولية؛ إلى دروع بشرية ومرتزقة وإرهابيين تستخدمهم في مشاريعها الإقليمية كما حدث سابقاً في ليبيا وارمينيا، وفي مخططها لاحتلال مزيد من الأراضي السورية”.
ويرى السياسي السوري أن “كل الممارسات التركية ضد السوريين ضمن أراضيها أو على الأرض السورية وخاصة في المنطقة الحدودية من قبل الجندرمة التركية، التي مارست وتمارس أبشع أنواع القتل والتنكيل بحق السوريين الذين تدفعهم ظروفهم القاسية للجوء إلى الأراضي التركية”.
ويؤكد شبيب على أن “تركيا لها دور محوري في خلق هذه الظروف الى محاولة عبور الحدود”.
وهذه “الممارسات التي تعبر عن سياسة ممنهجة، تكشف بوضوح زيف وبطلان السردية التركية الدائمة عن حرصها الكاذب واهتمامها بالشعب السوري ومصالحه”، وفقاُ لـ شبيب.
ويقول إن “تركيا سيست قضية المهجرين السوريين منذ الأيام الأولى للأزمة السورية، واستخدمتهم أداة ابتزاز لدول العالم وخاصة الدول الأوروبية، لخدمة مصالحها ووضعتهم في خدمة مخططاتها وأطماعها بما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية”.
واختتم سليمان شبيب حديثه لنورث برس، بالتشديد على أن “العالم يفضل مصالحه مع تركيا على كل القيم والاعتبارات الإنسانية، وبغض النظر عن الممارسات الوحشية التركية بحق النازحين السوريين”.