“دينمو الساحة”.. عمران شاب يحرك مظاهرات السويداء بصوته وصلابته

عمر الشريف ـ السويداء

بحنجرته المبحوحة، يواصل عمران الهتاف والغناء في ساحة الكرامة في السويداء، كأحد المشاركين في الاحتجاجات منذ انطلاقها.

عمران الشوفي، (23 عاماً) من سكان السويداء، صاحب الصوت الجميل، هو من محركي المظاهرات في السويداء، كما أنه صاحب تواجد يومي وعرف عنه أنه العدو الأول لصور ورموز “النظام السوري”.

“لكن اليوم لم تعد أدوات النظام تخيفنا. وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على الحراك، نحن نهتف بقوة فأنا أهتف مثل أي متظاهر بقوة وحماس”.

لم يكمل “الشوفي” دراسته، واتجه للعمل بالأعمال الحرة، وشارك في مظاهرات سابقة، والتحق بالحراك الأخير المستمر، منذ لحظاته الأولى.

يقول لنورث برس: “لم تكن مشاركتي في انتفاضة 2023 هي المشاركة الأولى في الحركات السلمية المناهضة لنظام الأسد حيث شاركت منذ عام 2020 ضمن حراك بدنا نعيش، وتحملنا المطاردة واعتداءات الأمن والحزبيين”.

ويضيف: “ها نحن اليوم في الحراك الحالي، وكأننا في حلم لقد انتهى الخوف وأصبح خلف ظهورنا”.

اشتهر “الشوفي”،  في المظاهرات بصوته الجميل وأغانيه الرائعة التي كان أغلبها من تأليفه معتمداً على ألحان موجودة مسبقاً.

“هتافات الناس المنادية بالحرية، تعطي لنا دفعاً إلى الأمام، وعندما يسألني الناس لم كل هذا الحماس؟ تكون إجابتي لقد أذلنا النظام منذ نصف قرن وسد كل الطرق في وجوهنا وأفقدنا الأمل وزرع الخوف فينا”، يقول الشاب.

ويضيف: “لكن اليوم لم تعد أدوات النظام تخيفنا. وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على الحراك، نحن نهتف بقوة فأنا أهتف مثل أي متظاهر بقوة وحماس”.

يقوم الشاب، بسماع الأغاني، وعندما يعجبه لحنٌ ما، يسارع لتأليف كلمات جديدة على اللحن ذاته ويغنيها في ساحة الكرامة، خلال الاحتجاجات، كما أن لديه “مخزون كبير” من الأغاني لم يغنها بعد.

وفيما يخص الحراك السياسي، يقول “الشوفي”: “الساحة هي البيان الأول، ولحد الآن الساحة رفضت بشكل كامل كافة البيانات والمجالس السياسية حفاظاً على مسار الحراك وأهدافه الواضحة بإسقاط النظام وتطبيق القرار الأممي 2254”.

مستقبل الحراك

وبحسب “الشوفي”، فإن خروجه للساحات كانت “تلبية لحاجة وطني. أنا لست من رجال السياسة والإدارة والصدارة سأعود لعملي وحياتي الطبيعية بعد إسقاط النظام وهذا السقوط أراه حتمياً كما يراه كل أهالي السويداء وكل السوريين”.

ويرى الشاب أن “سكوت بشار الأسد وعدم تعليقه على الحراك في السويداء، دليل ضعف النظام وعدم قدرته على التعاطي مع هذا الحراك، وأعزو ذلك إلى سلمية الحراك الذي أفرغ النظام من أدواته”.

ويشدد “الشوفي”، على استمرارية الحراك، “بسلميتنا سنسقط النظام، بوسائلنا السلمية بمظاهرنا الحضارية غير العنيفة، بالفن بالرسم بالشعر بالغناء، فالعالم ينظر إلينا بعين المعجب نظراً للمدة الطويلة التي ترقى لتكون هي الأطول عبر التاريخ الحديث كثورة سلمية واعية وحضارية”.

تحرير: تيسير محمد