احتجاجات السويداء.. تنديد بقصف تركيا للشمال السوري وتأكيد على وحدة الدماء
عمر الشريف ـ السويداء
يجمع محتجون في السويداء على وحدة الدماء والتراب في كامل الجغرافيا السورية، مستنكرين الاعتداءات التركية على البنية التحتية والمدنيين في شمال شرقي سوريا، وقصف قوات حكومة دمشق لشمال غربي سوريا، كما ينددون بالاستهداف الذي طال الكلية الحربية في حمص.
وعلى مدى أكثر من شهر، تستمر أصوات المحتجين والمحتجات في السويداء في الصعود نحو قلب المدينة، وفي الأسبوع الأخير تركزت حول الدم السوري الواحد وما حصل في مناطق سورية مختلفة.
ويشدد مجد حرب، وهو إعلامي من السويداء، على ضرورة “اليقين كسوريين أن الدم السوري واحد في كل الأراضي السورية. ونحن ندين الاعتداء التركي الغاشم على الشمال وندين اعتداءات النظام على إدلب وريفها”.
وتطرق “حرب” في حديث لنورث برس، إلى الكلية الحربية في حمص، وقال: “كما إننا ندين الحادثة المدبرة في الكلية الحربية في حمص”.
وأضاف: “النظام يحاول تمزيق سوريا منذ البداية وتحويلها إلى مجموعة من السوريات وهذا مرفوض قطعاً”.
ويرى أن “النظام” يحاول استغلال الحوادث في سوريا “لشرخ المجتمع السوري، ما يسهل من السيطرة عليه. ولكن الشعب السوري واع جداً ومتنبه لهذه الألاعيب الاستخباراتية”.
ويشدد على أن الشعب السوري “واحد موحد. نتوجع على وجع إخوتنا في إدلب والحسكة والساحل وكل محافظات سوريا. وثورة السويداء ثورة جامعة موحدة للسوريين ورافضة لكافة أشكال الوجود الأجنبي في سوريا”.
ويستنكر الناشط السياسي يحيى صالحة، إراقة أي نقطة دم سورية، ويقول: “لا يمكن فصل من يقوم بالقصف على شمال شرقي سوريا، (تركيا) وتفجير الكلية الحربية بحمص، ويعتبرها ملفات مرتبطة بمخابرات النظام وإيران، ورأس ما يحصل هو بوتين”.
وبلغ عدد قتلى وجرحى استهداف حفل تخريج دورة ضباط الكلية الحربية في مدينة حمص إلى 89 شخصاً وإصابة حوالي 250 آخرين كحصيلة غير نهائية، وفقاً إعلام حكومية.
وبعد الاستهداف بساعات، قالت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية في بيان، إن “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة قامت باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة”، دون ان تسمي تلك “التنظيمات”.
ويشدد صالحة في حديث لنورث برس، على استمرارية الحراك في السويداء وتوجهاته، ويقول: “هذه الساحة لن تخلو من أحرارها الذين يؤكدون كل يوم أن سوريا واحدة موحدة بكردها وعربها وكل مكوناتها والدماء التي تسيل هي سوريا غالية على الجميع”.
وتحمل الناشطة ديما طيفور، الحكومة السورية وإيران مسؤولية ما يحصل في المنطقة من حرائق.
وتقول لنورث برس: “النظام يريد القول إنه يحارب الإرهاب ويقصف إدلب على خلفية أحداث الكلية الحربية في حمص”.
لكن السوريين، بحسب “طيفور”، “أصبحوا أصحاب عقلية منفتحة على ما يحصل ويدركون أن المجرم الذي قتل شبابنا في حمص هو ذاته من يقصف إدلب”.
وتشدد الناشطة على أن “الدم السوري واحد وحرمة الدم السوري واجبة في كل بقاع سوريا”، في إشارة للاعتداء التركي على الشمال السوري.
واستهدفت تركيا الأسبوع الماضي وعلى مدى ستة أيام متواصلة، مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا، طالت منشآت وبنى تحتية كانت مصدراً حيوياً للنفط والغاز والمياه والكهرباء، وقصفت الطائرات الحربية والمسيّرات التركية والمدفعية 224 موقعاً، وفق حصيلة قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.
وبلغ عدد الضحايا المدنيين 24 شخصاً، قضى منهم 9 أشخاص بينهم امرأتين, وأصيب 15 شخصاً بينهم 4 أطفال و3 نساء, أما العسكريون فبلغ عددهم 70 شخصاً قضى منهم 39 وأصيب 31 آخرين 3 بينهم من القوات الحكومية.