روبين عمر – نورث برس
يرى عضو مجلس النواب الأميركي السابق، توم جاريت، أن الحرب بين إسرائيل وحماس صارت محط اهتمام الغرب، وأولويةً في التغطيات الإخبارية، وهو ما انعكس سلباً على الانتهاكات والقصف التركي على شمال شرقي سوريا، والذي تركز على تدمير البنية التحتية.
ويقول جاريت، إن “المأساة في إسرائيل وفي غزة قامت بأخذ انتباهنا عن معرفة ما يجري في شمال شرقي سوريا”، متمنياً من الإدارة الأميركية أن “لا تخلط بين فقدان الاهتمام في الأمور الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وبين عدم وجود الأهمية لهذه المنطقة”.
وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أطلقت حماس رشقةً من الصواريخ على إسرائيل لترد الأخيرة بإطلاق صواريخ مستهدفة قطاع غزة، حيث بلغت آخر الأرقام المعلنة عن عدد القتلى منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل حوالي 1300 إسرائيلي وإصابة ما لا يقل عن 3400 آخرين.
وفي الهجوم الإسرائيلي المضاد على القطاع قُتل ما لا يقل عن 2329 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 9714 آخرين، وفقاً لأرقام كشفتها تقارير عربية وعبرية.
تهميش الشمال السوري
وقال جاريت في لقائه مع برنامج واشنطن أونلاين الذي تبثه شبكة نورث برس من واشنطن: “أنا قلق على طريقة اهتمامنا في شمال شرقي سوريا وحتى باتجاه إقليم كردستان العراق”، مضيفاً بـ”أن تركيا تستخدم رغبة الغرب في ضم فنلندا والسويد للناتو ضد أميركا، والاهتمام الإنساني في الشرق الأوسط، وكانت تركيا قادرة على تحصيل بعض التنازلات التي سمحت لبعض الاعتداءات وتأسيس ما يسميه أردوغان بالمنطقة العازلة”.
ومنذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تشنّ تركيا سلسلة ضربات جوية من ديرك أقصى شمال شرقي سوريا إلى القامشلي والحسكة وكوباني وريف حلب في شمالي سوريا، إذ أخرجت منشآت الغاز والكهرباء عن الخدمة بشكل كامل وذلك نتيجة سلسلة من الهجمات والقصف التركي عليها، والتي كانت قد اعتبرتها “هدفاً مشروعاً” لهجماتها.
وفي إطار التغاضي عما يحدث في شمال شرقي سوريا، نشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات في البحر الأبيض المتوسط لردع “الأعمال العدائية” ضد إسرائيل أو “جهود توسيع نطاق هذه الحرب”، وثمة خشية إقليمية من أن يتسع نطاق الصراع وفقاً للأحداث على الحدود السورية و اللبنانية.
تحييد إيران
بدورها أعربت حنين غدار، باحثة في معهد واشنطن للدراسات، عن اعتقادها، أن أحداث غزة ستغير الشرق الأوسط والسياسات الأميركية تجاه المنطقة.
وتقول في لقائها مع برنامج واشنطن أونلاين، “نرى من يوم السبت لليوم، هناك تغيير جذري بكل السياسات الدولية تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتعاطف مع إسرائيل، فاليوم نرى كل الدول الغربية والأميركان وأمس البيت الأبيض بالتعامل مع دول أوروبية أصدروا بياناً، كان واضحاً فيه الوقوف إلى جانب إسرائيل ودعمها في معركتها”.
وتضيف: “هناك شيء تغير في الخطاب والسياسة، وأعتقد أن هذا الشيء سينعكس بالتأكيد على سياسة أميركا تجاه أذرع إيران بالمنطقة بشكل أساسي، ولكن أيضاً تجاه إيران، إذ تحاول أميركا تحييدها عن المعركة”.