في مخيمات عفرين.. نازحون يشتكون مرارة النزوح والتهجير

عفرين ـ نورث برس

 

من أمام أبواب خيام مهترئة وعلى أرض قاحلة جافة داخل مخيمي "طلحة والنهر" الواقعان على أطراف منطقة عفرين شمال غربي سوريا، تحت سيطرة تركيا وفصائل مسلحة تابعة لها، يقف أطفال نازحون من عدة محافظات سورية ويترقبون آتٍ قد يمد لهم يد العون ويخفف عنهم شظف العيش.

 

ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لأمهات هؤلاء الأطفال المقيمات في هذين المخيمين، واللواتي وجدن أنفسهن داخل خيمة غير صالحة للسكن لا تقي أطفالهم حر الصيف ولا برد الشتاء، ناهيك عن غياب بل انعدام أبسط وسائل النظافة.

 

ولكبار السن نصيب أيضاً من تلك المعاناة، خاصة وأن النزوح والتهجير طالت فترته ومن غير المعروف متى سيكون موعد العودة إلى الديار.

 

رحلة نزوح

 

"أحمد المحمد" نازح من حي الخالدية في مدينة حمص منذ العام 2012، والمقيم في مخيم "النهر" روى لـ"نورث برس" رحلة نزوحه من حمص إلى منطقة إدلب لتحط الرحال به على أرض عفرين، واصفاً الظروف الإنسانية الصعبة التي مرت عليه.

 

"وصلنا إلى عفرين ولا نملك أي شيء لا لباس ولا أموال ولا أي شيء أبداً. الوضع المعيشي في عفرين سيء جداً كونها باتت مأوى للنازحين والمهجرين وسط قلة فرص العمل وانتشار البطالة وغلاء الأسعار".

 

واشتكى "المحمد" من عمل المنظمات الإنسانية وقال إن "المنظمات غير قادرة على تخديم كل النازحين، وأنا مثلاً منذ سنة أقيم في مخيمات عفرين وخلال سنة لم أحصل سوى على سلة إغاثية واحدة".

 

و قال أيضاً: "المنظمات الإغاثية التركية قدمت خلال الشهر الماضي (كيس بطاطا) فقط، ولكن هذا الأمر لا يحل المشكلة، فاليوم مشكلتنا ليست بالزيت والسكر بل ما يهمنا أن يتم منحنا مبالغ مالية كما يتم في داخل تركيا ولبنان والأردن، فنحن اليوم أحق كنازحين ومهجرين من كل هؤلاء الناس، وعلى الدول ومن بينها تركيا أن تساعدنا بمبالغ مالية".

 

ويؤوي مخيم النهر ما يقارب الـ/75/ عائلة بحسب مصادر داخل المخيم، يقيمون في /52/ خيمة، إذا توجد بعض الخيام تؤوي عائلتين.

 

غياب التعليم

 

من جهتها قالت "أم مصطفى" المهجرة من مدينة حمص وصلت إلى عفرين منذ نحو سنة وتعيش في مخيم "النهر"، إن "المخيمات يتواجد فيها نحو /50/ طفل يعانون من غياب العملية التعليمية وكلهم أُميين. نناشد من يقدم يد العون لهؤلاء الأطفال، في ظل غياب واضح للمؤسسات الإغاثية في عفرين عن واقع هذه المخيمات".

 

أما مخيم "طلحة" فيؤوي ما يقارب /90/ عائلة تتوزع في /65/ خيمة، وأيضاً بعض الخيام تؤوي عائلتين لأن هناك مناشدات للمنظمات من أجل تأمين الخيام إلا أن الاستجابة ضعيفة جداً، بحسب مصادر في المخيم.

 

مساعدات غير كافية

 

وقال نازح آخر من ريف معرة النعمان الشرقي ويدعى "برهان الشمالي" ويعيش في مخيم "طلحة" لـ "نورث برس"، إن "المخيم الذي يعيش فيه مخيم عشوائي يعاني من شح المعونات الغذائية وانقطاع مادة الخبز، إضافة لوجود أطفال يعانون من غياب العملية التعليمية".

 

وأضاف الشمالي أن "إحدى المنظمات الإغاثية وزعت على لمرتين فقط سلة غذائية، إلا أن كل تلك المساعدات لم تكن كافية لدعم النازحين في هذه المخيمات في ظل الظروف الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار".

 

ومع الوضع القائم لا يملك هؤلاء الأطفال وعائلاتهم سوى التعلق بأمل ضعيف جداً، ألا وهو العودة إلى الديار والذي بات جلَّ ما يتمنوه.