بعد قصف مطاري دمشق وحلب.. هل من ردود فعل مختلفة؟

ليلى الغريب ـ دمشق

مجدداً يطرح السؤال حول احتمال دخول الجبهة السورية في الحرب بين فلسطين وإسرائيل، وخاصة بعد القصف الإسرائيلي الذي تعرض له مطارا دمشق وحلب، وأدى إلى خروجهما عن الخدمة.

اللافت أن الاستهداف سبق زيارة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق.

وها هي إسرائيل تبادر بالقصف وتستهدف مرفقين مهمين في سوريا. فهل سيجعل ذلك احتمال دخول سوريا في الحرب وارداً أكثر؟

فصل القوات

وحول سؤال: “هل يمكن للنظام السوري أن يفكر بفتح الجبهة السورية بمواجهة إسرائيل؟” يقول عضو الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) علي رحمون: “أستطيع القول بكل ثقة إنه لن يفكر بذلك حتى مجرد التفكير”.

ويوضح في تصريح لنورث برس أن ذلك يعود لأسباب منها “أولاً أن النظام تربطه مع إسرائيل باتفاقية فصل القوات منذ عام ١٩٧٤ للحفاظ ولحماية حدود إسرائيل، وهو ما زال محافظاً على عهده من ذاك الوقت”.

ثم هناك أيضاً أن “جيش النظام أصبح منهكاً ومستنزفاً ولا يمتلك مقومات الدفاع ولا الهجوم”، بحسب “رحمون”.

ومن الأسباب أيضاً أن “النظام لا يمتلك القرار السياسي للدخول في متاهة كتلك”.

لذلك “سيبقى النظام صامتاً ومندداً، ولسان حاله أن المعركة نحن من يقرر زمانها ومكانها، أو كما جرت العادة بالرد لكن في الوقت المناسب، ولن نسمح للعدو بجرنا لمعركته”، على حسب ما جرت عادته بالرد على هكذا ضربات.

لن يرد

ويشدد رحمون على أن “النظام لن يرد، خاصة أن ما يجري الآن إنما هو بدعم وتوجيه إيراني لخلط الأوراق في المنطقة ومحاولة التشويش على القرار الأمريكي المتمثل بقصقصة الجوانح الإيرانية في سوريا ولبنان ومنعها من أن تكون القوة الإقليمية الأكبر، ومن جهة ثانية خلط أوراق التسوية العربية وعرقلتها”.

ويرى رحمون، “أن أقصى ما يمكن فعله هو توريط النظام من خلال حزب الله وبعض الميليشيات الإيرانية وبعد اشتعال الجبهة اللبنانية وحتى المصرية، ولن يحصل ذلك كما أعتقد إلا إذا كان السيناريو المُعد له هو نحو رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط”.

بيانات إدانة

أيضاً يستبعد ذلك الاحتمال، الصحفي المختص بالشؤون السياسية هيثم داؤود، ويقول لنورث برس: “ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل أهدافاً داخل سوريا، وليست المرة الأولى التي يكون سقف رد النظام عليها عبر بيان إدانة للخارجية السورية، أو برسالتين متطابقتين كما كان يفعل سابقاً”.

وإن كان ممكناً توقع رد على أرض الواقع سابقاً، “فإن ذلك اليوم غير وارد أبداً، لأن النظام يعرف، وربما وصلته رسالة بذلك، أن الوضع الآن أكثر حساسية من أي وقت مضى، وهامش التحرك فيه ضيق للغاية، فأي رد سيقابله رد بأضعاف”، بحسب داؤود.

ويضيف: “طبعاً يعرف النظام أن إسرائيل التي تلقت واحدة من أكبر الضربات في تاريخها يوم السبت الماضي، لن توفر أي ذريعة لرد حاسم، وقد أوصلت رسالة عنيفة هذه المرة تقول فيها إنها ستمنع إيران من أي تحرك في سوريا حتى لو كان بمستوى زيارة لوزير الخارجية الإيراني إلى دمشق”.

موافقة روسية

يقول داؤود لنورث برس، إن “النظام الآن لا يمتلك، بذاته، قوة عسكرية قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد نحو 12 عاماً من الحرب التي لم تبق شيئاً من مقدرات الدولة السورية إلا أضعفته، يضاف إلى ذلك أن قراراً كذاك يحتاج موافقة روسية، وهذا مستحيل لأن علاقة موسكو بتل أبيب أوثق من علاقتها بدمشق، كما أن الموافقة الإيرانية مطلوبة أيضاً، لكن القرار الإيراني في سوريا أضعف من مثيله الروسي”.

من يقرر اليوم فتح الجبهة السورية في وجه إسرائيل، أو الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، “ليست دمشق، ويجب أن نلاحظ أن بعض السوريين ممن تسنى لهم أن يفصحوا عن آرائهم دون خوف، قالوا مع الساعات الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس، إن الوقت اليوم هو الأنسب للرد، كما أن المكان هو الأنسب أيضاً، وذلك في سخرية من العبارة التي يكررها النظام عن أنه سيرد في الزمان والمكان المناسبين”، حسب داؤود.

تحرير: تيسير محمد