كيف غيب القصف التركي المياه عن سكان في القامشلي؟

نالين علي/ دلسوز يوسف ـ القامشلي

أعادت تداعيات القصف التركي على شمال شرقي سوريا، وما تسبب به من دمار في البنية التحتية ومنها المياه، بالستيني علي، 50 عاماً إلى الوراء.

في ذلك الوقت، أي قبل 50 عاماً تقريباً، كان يتم استخراج المياه من البئر عن طريق الدلو، وهذا الواقع أعادته تركيا باستهدافها للبنية التحتية للشمال السوري.

يقول علي عبدالله (65 عاما) من سكان حي حلكو بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا, يقول لنورث برس: “وضع المياه كان جيداً في الحي, قبل بدء الهجمات التركية على المنطقة”.

ولكن الآن، يضطر “عبدالله”، إلى قضاء ساعات شاقة من الوقت لسحب المياه من بئره القديم في منزله, فضلا من تحمل تكاليف شراء المياه من الصهاريج.

ويقول الرجل لنورث برس: “منذ أسبوع ونحن نشتكي من انقطاع المياه بالمدينة, بعد هجمات التركية على منطقتنا, والتي تسببت بانقطاع  الكهرباء والمياه عنا”.

ولا يستطيع “عبدالله” شراء المياه من الصهاريج, “لا قدرة لدينا لتحمل تكاليف شراء مياه الصهاريج, ويبقى الخيار الوحيد هو سحب مياه من بئر منزلي بطريقة صعبة”.

وشنّت تركيا هجمات عنيفة منذ الأسبوع الفائت على مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا، استهدفت منشآت وبنى تحتية كانت مصدراً حيوياً للنفط والغاز والمياه والكهرباء، وقصفت الطائرات الحربية والمسيّرات التركية والمدفعية 224 موقعاً، وفق حصيلة قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.

وكغيره، يضطر عبد العزيز طلاع (43 عاما) من  سكان حي كورنيش بمدينة القامشلي، لشراء المياه من الصهاريج بين يوم وآخر لسد حاجات عائلته.

يقول لنورث برس: “أقوم بتعبئة خزان المياه بـ 30 ألف ليرة سورية, من الصهاريج, وأحيانا لا يتوفر لدينا ثمن شراءها”.

ويضيف: “الهجمات التركية واستهدافها لمواقع ومؤسسات الطاقة أثر علينا بشكل كبير. قبل كان الوضع متحسن من ناحية المياه والكهرباء, لكن هذه الهجمات أعادت لنا معاناتنا من جديد”.

وقال واصل أسعد الرئيس المشارك لدائرة مياه القامشلي لنورث برس: “بعد الهجمات التركية الأخيرة على مناطق شمال شرقي سوريا, وبشكل خاص استهدافها البنية التحتية للمنطقة وتضرر مؤسسة الطاقة وجميع محطات توليد الكهرباء, انعكس ذلك أيضاً على محطات المياه بمدينة القامشلي.

وأضاف لنورث برس: “نعتمد حالياً على تشغيل مولدات الديزل لتزويد أحياء مدينة  القامشلي بالمياه, وهذا ما جعلنا نعلن عن حالة طوارئ بالمدينة”.

وتم تخصيص 4 صهاريج لتوزيع المياه في أحياء القامشلي للسكان، وبشكل مجاني, “الهجمات ألحقت أضراراً كبيرة وخسائر مادية في مؤسسات الكهرباء ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في عنفات السويدية”.

ويشير “أسعد” إلى أن طاقة الإنتاج انخفضت بنسبة 50 %، “نعتمد حالياً على مولدات الديزل لتزويد الطاقة الكهربائية، وتزويد المحطات، لكن نواجه صعوبة في ذلك, لأننا لا يمكننا إبقاء المولدات مشغلة على مدار الـ24  ساعة”.

تحرير: تيسير محمد