هل ستمتد الحرب الإسرائيلية ـ الفلسطينية إلى سوريا ولبنان؟

أربيل- نورث برس  

تتفاوت أراء مراقبين للصراع الدموي المتصاعد بين إسرائيل وغزة، حول مدى توسعه إلى خارج الحدود ولاسيما إلى سوريا ولبنان، وسط تكهنات بنشوب حرب إقليمية في حال تدخلت إيران أو أذرعها في الحرب الدائرة منذ يوم السبت الفائت.

وبينما تواصل إسرائيل هجومها ضد حماس في غزة، تتجه الأنظار أيضاً إلى سوريا ولبنان، حيث أثارت سلسلة من الرشقات الصاروخية على طول الحدود المخاوف من اندلاع جبهة ثانية وهي النتيجة التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية.

وفي ثاني أيام الهجمات المتبادلة بين حركة حماس وإسرائيل، تراشقت صواريخ على الحدود في جنوب لبنان الأحد الفائت، وأعلن حزب الله مسؤوليته وأعرب عن دعمه لغزة بوجه إسرائيل.

ولم يمض يومان على هذا الحدث، حتى سقطت على إسرائيل صواريخ آخرى من الأراضي السورية، أمس الثلاثاء، دون أن تتحمل أي جهة مسؤوليتها.

ولطالما كانت مواقع منسوبة لإيران في سوريا ولبنان البلدين المجاورين، أهدافاً لإسرائيل بين الفينة والأخرى، على مدار السنوات الأخيرة الفائتة.

غير مستبعد

يرى الباحث  السياسي الدكتورغازي الفيصل، أن ما تشهد المنطقة وبالإضافة إلى الدعم الغربي المعلن لإسرائيل، يعد مؤشراً على أن تتحول تلك الأحداث إلى حرب شاملة عابرة للحدود.

وأمس الثلاثاء، أعلنت واشنطن وصول أسطول حاملة طائرات إلى شرقي البحر المتوسط دعماً لإسرائيل، بالتزامن مع إعلان زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة لبحث التنسيق والدعم.

وقال “الفيصل”، لنورث برس، إنه من المحتمل جداً أن تتحول الحرب بين إسرائيل وغزة إلى “حرب إقليمية”، بينما ستكون الذريعة الإسرائيلية متوفرة بشكل أكبر في حال تدخلت إيران بصورة مباشرة في الصراع، حسب اعتقاده.

ومن المعروف أن إيران هي صاحبة الكلمة الأخيرة في ما إذا كان حزب الله سيخوض حرباً مع إسرائيل.

وتعترف إيران بحزب الله باعتباره أقوى أصولها الخارجية وعنصراً رئيسياً في بنية الردع الخاصة بها ضد أي هجوم محتمل من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة.

كلفة باهضة

ويتوقع الفيصل أن تتعرض مواقع تابعة لإيران في سوريا أو لبنان لقصف إسرائيلي من خلال قيام الأخير بتوسيع نطاق العمليات بدعم من الولايات المتحدة وهي الأخرى عززت وجودها علناً في الشرق الأوسط بما في ذلك الخليج العربي وشرقي البحر المتوسط.

” إن خيار الحرب الإقليمية لايزال قائماً ويهدد الأمن الإقليمي بالشرق الأوسط، “قد تكون نهاية لجميع الصراعات القائمة في سوريا والعراق ولبنان”.

لكن ثمة حسابات تقديرية من حيث الموقع والكلفة، نظراً إلى ما هو متوفر بيد الجماعات الأخرى كحزب الله، وهي تمتلك قدرات صاروخية كبيرة.

لذا، يعتقد “الفيصل” أن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى المزيد من التنسيق في عملية شل القدرات الصاروخية والمخازن الاستراتيجية للأسلحة.

أما الباحث الإيراني سعيد شاوردي، وبصياغة أخرى يشدد على أن إسرائيل “ليست في موقع يتيح لها توسيع دائرة الحرب”.

ومن شأن أي محاولة إسرائيلية لتوسيع النطاق، أن تحول الحرب إلى إقليمية مع انفتاح الجبهة السورية واحتمال وقوع هجمات من العراق واليمن وحتى إيران، لذا يستبعد “شاوردي” أن تقوم إسرائيل بهذه الخطوة “المكلفة”، على حد وصفه.

بالنسبة لسوريا، فالموقف أضعف، حيث قال “الفيصل”، إنها كدولة وكقوة عسكرية “لا تمثل تهديداً خطيراً” على إسرائيل، “لكن قد تندفع ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران عبر الجولان للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية كما فعلت حماس في غلاف غزة”.

وتبقى الخطوة الأكثر ترجيحاً في الوقت الحالي هي أن “تحاول إسرائيل ضرب القدرات العسكرية في غزة وتصفية قيادات التنظيمات الفلسطينية وتحويل غزة إلى أرض محروقة لإركاع حلفاء غزة داخل فلسطين والمنطقة”، وفقاً لـ”الفيصل”.

أما المعطيات الأخرى بما في ذلك وصول حاملات الطائرات الأميركية، يعتبرها المحلل الإيراني، “رسائل تحذيرية فقط”، بينما هي (إسرائيل) “ليست مستعدة فعلياً لحرب شاملة وواسعة لأن ذلك سيكلفها خسائر كبيرة”.

ويرى “شارودي” أن إسرائيل وبعد أن “منّيت بفشل ذريع عسكري و استخباراتي” في الأيام الخمسة الفائتة أمام هجوم حماس، “لن تقدم على تصعيد الحرب إلى خارج الحدود واحتمالية استهداف حزب الله أو سوريا أو إيران ضئيلة جداً”.

 ويشير إلى أن جلّ ما تقوم به إسرائيل هو ضرب غزة، مردفاً القول: “إلا أن محور المقاومة المتمثل بلبنان وسوريا وحزب الله سيواصلون دعم الفصائل في فلسطين ولن يسمحوا بهزيمة غزة وهي تمتلك قوة عسكرية وذخيرة كبيرتين.”

وقال الدكتور “الفيصل” إن خيار الحرب الإقليمية لايزال قائماً ويهدد الأمن الإقليمي بالشرق الأوسط، “قد تكون نهاية لجميع الصراعات القائمة في سوريا والعراق ولبنان”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير