تزامناً مع الفلتان الأمني.. انتشار السرقة في إدلب في ظل "عدم الاكتراث" بملاحقة فاعليها

إدلب – نورث برس

 

تشهد مناطق ريف إدلب الشمالي، شمالي سوريا، انتشار ظاهرة السرقة بشكلٍ كبير، لا سيما في الآونة الأخيرة، حيث تسجل يومياً العديد من الحالات في بلدات ومخيمات المنطقة وسط ما يصفه سكان بـ"عدم اكتراث" السلطات التابعة لفصائل المعارضة الموالية لتركيا.

 

وقالت ياسمين (اسم مستعار)، وهي سيدة تسكن في بلدة "أطمة" شمال إدلب، لـ "نورث برس"، إن سيارة عائلتها سرقت من أمام منزلها بداية الشهر الفائت، لكن إهمال السلطات المعنية بالحماية في البلدة أدى لعدم ملاحقة سارقيها، "تقدمت بشكوى في أطمة، وأخبروني أنه تم تعميم مواصفات السيارة، لكن دون نتيجة حتى الآن".

 

وقال ياسر العمر، وهو من سكان مدينة إدلب، لـ "نورث برس"، إنه تعرض للسرقة مرتين مؤخراً، "استيقظت صباح 29 أيار/ مايو الفائت، فوجدت دراجتي النارية التي كنت أوقفُها عند مدخل البناء مسروقة، وهي المرة الثانية على الرغم من انتشار الحواجز الأمنية في المنطقة التي أسكنها".

 

وأضاف أنّه فضّل عدم التقدم بشكوى انطلاقاً من تجربته الأولى، إذ أخبروه آنذاك في مخفر الشرطة التابع "لحكومة الإنقاذ"، والذي يعتبر الجهة المختصة بالنظر في هذه القضايا، بأنه تم تعميم مواصفات دراجته السابقة، و"لكن دون جدوى أو تعاون من قبل الحواجز الأمنية"، على حد تعبيره.

 

وتشهد معظم منطقة خفض التصعيد حالة فلتان أمني، وعمليات استهداف لمقرات فصائل المعارضة التابعة لتركيا بالتزامن مع استهداف مماثل لمقرات تتبع لهيئة تحرير الشام، وسط استمرار التوتر بين الجانبين وعجز حكومة الإنقاذ المدعومة من "تحرير الشام"، عن السيطرة على الأوضاع الأمنية في المنطقة.

 

وقال أحمد اليوسف، وهو من سكان بلدة "معرة مصرين" بريف إدلب، لـ"نورث برس"، إنه مستاء من عدم اهتمام سلطات الأمن التي تقع على عاتقها مهمة حماية البلدة وسكانها من السرقات والاعتداءات، فحين تمت سرقة سيارته الخاصة منتصف العام الماضي 2019، "تقدمت بشكوى للجهات الأمنية، لكن مرّ قرابة عام كامل على سرقة السيارة ولم أحصل على نتيجة من السلطات المختصة حتى الآن".

 

ولم تقتصر حالات السرقة على المدن والبلدات فقط، بل انتشرت السرقات داخل المخيمات المكتظة بالنازحين، فحتى الخيم التي تسكنها عائلات لتقي نفسها من التشرد، تتعرض للسرقة إذا خلت من ساكنيها لبرهة من الزمن.

 

وقال أبو ربيع (اسم مستعار)، وهو أحد قاطني مخيم "الكرامة" شمال إدلب، لـ "نورث برس"، إن "العائلات التي تسكن في المخيم تتجنب خروج أفرادها جميعهم من الخيمة، كي لا تفرغ وتتعرض للسرقة".

 

وأضاف: "ظاهرة السرقة مألوفة في المخيمات منذ سنوات وليست جديدة، لكنها بدأت تكثر خلال الفترة الأخيرة".

 

وقال محمد الحموي وهو ناشط إعلامي من مدينة إدلب، لـ "نورث برس"، إنّ أسباب انتشار السرقة تتلخص في غياب الرقابة وعدم ثقة السكان بأجهزة الشرطة التي من مهمتها حماية السكان في المنطقة.

 

وأشار إلى أنّ "عدداً كبيراً من السرقات تحدث في المنطقة بشكل يومي، ولا يبلّغ أصحاب المسروقات عنها، لذا هناك حاجة حقيقية لوجود جهاز شرطة يكون قادراً على ملاحقة حوادث كهذه".

 

وكانت هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" قد استفردت بالسيطرة على معظم مناطق خفض التصعيد أواسط العام 2017 بعد إخراجها لغالبية فصائل المعارضة الموالية لتركيا إلى منطقة عفرين، لتعود الفصائل إلى المنطقة مع أواخر العام الفائت للمشاركة في مواجهة هجوم شنته القوات الحكومية هجوماً واسعاً بدعم روسي وإيراني على المنطقة أسفر عن السيطرة على مساحات واسعة من ريفي حلب وإدلب، وتوقف مع بداية شهر أذار/ مارس الفائت مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا.