ماذا حلّ بـ “طفل الكيماوي” الذي قصفته تركيا بالفوسفور الأبيض في سري كانيه؟

سامر ياسين – نورث برس

يعود الطفل محمد حميد من مدرسته الكائنة في مخيم الطلائع (سري كانيه) جنوب مدينة الحسكة، إلى منزله في المخيم، مصمماً على إتمام دراسته والحصول على شهادة تخوله العمل في منطقته لمساعدة أبيه.

يعاني الطفل (15 عاماً) من تشوهات في أغلب جسمه بسبب الحروق التي تعرض لها، إثر قصف منزلهم في مدينة سري كانيه/رأس العين، إبان اجتياح القوات التركية للمدينة أواخر عام 2019.

وتعرض محمد حينها لحروق من الدرجة الرابعة في أكثر من 50 بالمئة من جسمه، بسبب قصف تركيا بقذائف تحوي مادة (الفوسفور الأبيض) المحرم دولياً، ما أجبر والده على نقله لإقليم كردستان العراق ومنه إلى فرنسا بمساعدة منظمة (البرزاني الخيرية)، لعلاج الحروق التي نجمت عن وصول هذه المادة لجسمه.

يقول الطفل محمد لنورث برس: “بسبب التشوهات التي حصلت في جسمي ويدي على وجه الخصوص، أنا غير قادر على العمل ومساعدة والدي في الوقت الحالي”.

وبسبب وضعه الصحي قام والده بتسجيله في بعض الدورات الخصوصية، “وأنا أداوم في مدرستي في الصف الثامن، لأستطيع الحصول على شهادة مستقبلاً، لكي أساعد والدي في مصروف المنزل”.

وفي فرنسا تم إجراء 8 عمليات جراحية وتجميلية للطفل محمد، ليعود إلى إقليم كردستان العراق ثم إلى مخيم في الحسكة.

وتنحدر عائلة محمد، من كوباني، وكانت تقطن في مدينة سري كانيه قبل الاجتياح التركي والفصائل المسلحة الموالية لتركيا.

“أنا أشعر بوضع ابني، فوضعه الصحي يبقيه عاجزاً عن القيام بأعمال مجهدة. لذلك أساعده كثيراً في دراسته لينجح ويحصل على شهادة جيدة، تعينه في المستقبل”.

حميد محمد، والد الطفل محمد، ولديه ستة أولاد آخرين، يقطنون الآن في مخيم سري كانيه جنوب مدينة الحسكة، ويعمل الأب على سيارته الخاصة بنقل مياه الشرب في المخيمات الموجودة في المدينة، لتأمين قوت عائلته.

بغصة، يتحدث حميد، عن وضعه ابنه، إذ إنه يحاول مواساته بالدراسة ومتابعة تحصيله العلمي لعل طفله ينسى الآثار السلبية التي تسبب بها القصف التركي بالفوسفور.

ويقول والد محمد لنورث برس: “أنا أشعر بوضع ابني، فوضعه الصحي يبقيه عاجزاً عن القيام بأعمال مجهدة. لذلك أساعده كثيراً في دراسته لينجح ويحصل على شهادة جيدة، تعينه في المستقبل”.

ويشتكي حميد من نسيان المؤسسات الخدمية والاجتماعية والمنظمات، لوضع طفله، “كل ستة أشهر أو أكثر تزورنا إحدى المنظمات الإنسانية أو وسيلة إعلامية للسؤال والاطمئنان عن وضعنا، ولكن بشكل خجول وكأنهم نسوا قصة ابني محمد وما حصل معه”، حسب تعبيره.

تحرير: تيسير محمد