ما بين الدولار والتجار.. تراجع الحركة الشرائية بريف الحسكة الجنوبي

الحسكة – باسم الشويخ – نورث برس

 

يشتكي سكان بلدة الحدادية، /30/ كم جنوب مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، من "ارتفاع حاد" في أسعار السلع الغذائية والبضائع في ظل ضعف قدرتهم على شراء احتياجاتهم اليومية، في حين قامت لجنة التموين في البلدة بمخالفة تجار قالت إنه ثبت تلاعبهم بالأسعار.

 

وقال إسماعيل عبد الرحمن (64 عاماً)، وهو من سكان الحدادية، إن معظم السكان غير قادرين حتى على تأمين الخبز والمواد التي لا يمكنهم العيش من دونها.

 

وأضاف لـ" نورث برس": "لقد وصل ثمن كيلو الشاي إلى /15/ ألف ليرة سورية، واللتر الواحد من الزيت إلى /2000/ ليرة في ظل استمرار الأسعار بالارتفاع، كما نشتري الماء بتكلفة /3500/ ليرة لكل خمسة براميل".

 

وتقع الحدادية على الضفة الشرقية لنهر الخابور، وتتبع للبلدة نحو /28/ قرية ويبلغ عدد سكانها نحو /50/ ألف نسمة، ويوجد في البلدة سوق شعبي يرتاده السكان، حيث يعتمد عليه تجار من مناطق الحسكة ودير الزور لتصريف بضائعهم.

 

وقال لؤي الغربي (27 عاماً)، وهو معلم من قرية الحنة التابعة للحدادية، إنه لا يتمكن من تأمين الاحتياجات الأكثر ضرورية لعائلته المكونة من زوجته وأربعة أطفال، "فأنا أقبض في كل شهر راتباً يبلغ /75/ ألف ليرة".

 

واشتكى محمد العبيان وهو من سكان بلدة الشدادي ويعمل في متجر لبيع المواد الغذائية بسوق بلدة الحدادية، من اتهام الزبائن لهم بالاحتكار والتلاعب بالأسعار، "في أغلب الأحيان يتهمنا السكان برفع الأسعار والتلاعب بها ويوجهون لنا كلمات غير لائقة".

 

 وأضاف: "لسنا نحن من يتلاعب بالأسعار، وإنما ترتفع نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية"، مشيراً إلى أن أسعار البضائع والسلع التي يشترونها من تجار الجملة تختلف بين الحين والآخر، بحسب ارتفاع أو انخفاض قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

 

 

وتشهد أسعار مختلف السلع الغذائية "ارتفاعاً ملحوظاً" في أسواق شمال وشرقي سوريا، بسبب الانهيار المتسارع لقيمة الليرة السورية مقابل العملات والسلع الأجنبية، ما أدى إلى ضعف القوة الشرائية لدى السكان وتراجع حركة الأسواق.

 

ومنذ مطلع عام 2020، ارتفع صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية بنسبة /60/ %، إذ أنهت الليرة تعاملات 2019 في السوق السوداء عند /915/ مقابل الدولار، بينما بلغ سعر صرفه أمس السبت /1.795/ ليرة، بحسب شركات صرافة في مدينة القامشلي.

 

من جانبه، أرجع خليل أحمد، وهو مسؤول في لجنة التموين التي تتابع عمليات البيع في سوق البلدة، أحد أسباب ارتفاع الأسعار إلى احتكار بعض التجار الكبار للمواد والسلع الغذائية، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الأسواق، بالإضافة للسبب الرئيسي المتمثل في انهيار قيمة الليرة السورية.

 

وأضاف أحمد لـ " نورث برس": "قمنا بعدة جولات ميدانية داخل الأسواق، وتمكنّا من مخالفة عدد من التجار ثبت عليهم التلاعب في الأسعار بسوق البلدة".