سياسيون.. لا وجود لتوافق دولي لعملية تركية داخل سوريا
غرفة الأخبار – نورث برس
بين سياسيون لنورث برس، الخميس، إن المناخ الدولي والإقليمي حتى الآن لم يصل إلى مرحلة من التوافق يسمح لتركيا بالدخول العسكري في سوريا.
ومنذ صباح اليوم، قصفت الطائرات التركية عدة مواقع في مناطق مختلفة بشمالي سوريا، استهدفت بنى تحتية ومنشآت حيوية.
وأمس الأربعاء، هدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بقصف المنشآت الحيوية في شمالي سوريا.
وشهدت أنقرة الأحد الفائت، تفجيراً تبناه لاحقاً حزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعاً مع تركيا منذ 40 عاماً، وقال فيدان إن منفذي الهجوم “جاءا من سوريا”.
وقال المحلل السياسي أحمد الدرزي، لنورث برس، إن الحكومات التركية المتتابعة علمتنا بأنها قناصة للفرص تستطيع استثمار موقعها الجيوسياسي على أن تكسب وتحول التهديدات لتحقق مكاسب لها على الأرض على مستوى الداخل التركي وعلى المستوى الإقليمي القريب والبعيد.
وهذا الأمر الذي “استثمرته تركيا الآن لا يأتي في سياق مشروعها الأكبر بالتغيير الديمغرافي للمنطقة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط حتى الحدود الإيرانية، التي تعتبرها حقها القانوي والشرعي”، بحسب الدرزي.
وأضاف: “فهذه هي الدوافع الحقيقة لتركيا وتستفيد من ذلك في الصراع الداخلي وعلى مستوى الطموحات والتمدد في محيطها الإقليمي وتعزيز دورها وتحسين شروط مفاوضاتها وتمنحها الفرصة لابتزاز كل الدول الكبرى لتحقيق هذه الأهداف”.
وذكر الدرزي أنه “لا يوجد دلائل حقيقة على ما أطلقه وزير الدفاع التركي بأن العنصرين الذين قاما بالعملية في أنقرة قد جاؤوا من سوريا وتم تدريبهم في تركيا ولكن لا يوجد أية حقائق وأي أدلة حقيقية على هذا الادعاء فلا حاجة لكرد سوريا بأن يرسلوا عناصر لهم إلى أنقرة”.
وأشار إلى أن في الوقت نفسه “حزب العمال الكردستاني ما زالوا موجودين في تركيا ويستطيعون أن يأمنوا كل العناصر اللازمة للعمليات التي تستهدف تركيا، فهذا كلام مردود عليه لا يتناسب مع حقائق الأمور ولا يتناسب مع واقع الحرب”.
وبين أن المناخ الدولي والإقليمي حتى الآن لم يصل إلى مرحلة أن يوفر الفرصة لتركيا بأن تجتاح شمال سوريا من جديد، فالموقف الروسي واضح لا يريد أن تدخل تركيا أكثر مما دخلت، وهي التي تحاول أن تأمن توافق سوري تركيا تخرج بموجبه القوات التركية من سوريا.
وذكر المحلل السياسي أن الولايات المتحدة أيضاً ليست بوارد أن تجتاح تركيا المناطق من جديد لأن حسابتها لا تتعلق لا بالكرد ولا بتركيا وإنما تتعلق بصراعها الدولي للبقاء كنظام دولي وحيد مهيمن.
وقال إنه من ناحية الإمكانية فإن الجيش التركي هي الثاني في الناتو بعد أميركا وذات إمكانيات عسكرية ضخمة بالإضافة إلى وجود بيئة حاضنة للموقف التركي بين العرب والكرد والتركمان السوريين فإنها تستطيع أن تجتاح منطقة شمال شرق سوريا.
وشدد على أن كل المؤشرات الموجودة على التحركات العسكرية التركية حتى الآن هي ضمن السياق الاعتيادي لتواجد العسكري ولا يوجد تحركيات وتعزيزات عسكرية ضخمة تأشر على إمكانية حدوث هذه العملية.
وبين أن “هذا يدفعنا إلى التفكير إن المجال مفتوح لتركيا الآن وبغض نظر أميركي روسي سيمنحها بإجراء عمليات أمنية إن كان عبر عملائها في الداخل أو عن طريق الطيران المسير بالتعاون مع عملائها في الداخل”.
وأمس الأربعاء، نفى قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الجنرال مظلوم عبدي مزاعم مسؤولين أتراك ضدهم تتعلق بالتفجير الأخير الذي وقع في أنقرة.
وقال فنر الكعيط نائب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، لنورث برس، إن تصريح الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” واضح، فلا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد مما حدث مؤخراً في أنقرة.
وأضاف انه بالرغم من ذلك التصعيد التركي مستمر ويكاد لا يمر يوم دون أن يكون هناك اعتداء من تركيا على مناطق شمال شرق سوريا.
وأشار إلى أن انفجار أنقر هو “صراع داخلي تركي بين حزب العمال وتركيا، وان هذا الصراع عمره أكثر من 40 سنة سبق الإدارة وقسد بسنوات والصراع لم يتوقف، لذلك نحن في الادارة وقسد لا علاقة لنا بما حدث فهو صراع داخلي”.
وبين الكعيط أن “تركيا سبق وأن فعلت عمليات عسكرية اجتاحت مناطق واحتلت وهجرت السكان، ومع حزب العدالة والتنمية كل شيء وارد”، مبيناً أن خياراتهم في أنهم في مناطقهم وسيدافعون عن أنفسهم لأنه “حق مشروع”.
وأمس الأربعاء، طالب مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” المجتمع الدولي بالتحرك ضد التهديدات التركية على شمال وشرقي سوريا.
وذكر الكعيط أن الهدف من التهديدات التركية واضح وهو ضرب مشروع الإدارة وضرب قسد، فتركيا تبحث عن زريعة، مشيراً إلى أمله أن يكون هناك صوت دولي صوت من الحلفاء صوت من المعارضة التركية لمنع هذا الاعتداء على مناطق شمال وشرق سوريا.