إيمان الناصر – دير الزور
تناقصت أعداد رؤوس الأغنام لدى حمود، نتيجة ارتفاع أسعار المواد العلفية، وقلة الدعم لقطاع الثروة لحيوانية، في ظل سنوات جفاف مرت بالمنطقة.
يقول حمود الخلف، وهو من سكان قرية الحاوي غربي دير الزور، شمالي سوريا، إن قلة الدعم خلال السنوات الماضية أدت لتراجع أعداد الثروة الحيوانية بشكل كبير.
ويعاني مربو الثروة الحيوانية في دير الزور من قلة الدعم، حيث تراجع أعداد الثروة الحيوانية، وزاد من التراجع سنوات الجفاف التي لعبت دوراً كبيراً في ذلك.
يقول “الخلف” وهو مربي أغنام، لنورث برس، إن قطيعه البالغ 150 رأساً من الأغنام، يسبب له معاناة، بسبب عدم قدرته على تأمين المواد العلفية.
ويعاني مربو الأغنام خلال هذه الفترة من كل عام، من صعوبات بتأمين المرعى لقطعانهم، نتيجة عدم توفر المراعي، والأراضي الزراعية التي يمكن الاعتماد عليها كمرعى للأغنام.
يشتكي المربي من عدم الحصول على دعم من قبل الإدارة الذاتية، والتي تُقدم عبر شركة تطوير المجتمع الزراعي مادة النخالة، لكنه لم يتلق أي دعم منها.
لذا يبيع “الخلف” عدداً من رؤوس قطيعه في سبيل شراء الأعلاف للبقية، لكن ركود حركة البيع والشراء يزيد من معاناته.
ويطالب بتوجيه دعم للمربين يمكنهم من الحفاظ على قطعانهم، إذ يرى أن استمرار الوضع بما هو عليه لـ 4 سنوات قادمة أو أقل منها، يُنذر بفقدانه جميع رؤوس ماشيته.
ويرى خالد العوض، وهو مربي أغنام من سكان قرية الحصان غربي دير الزور، أن تربية الأغنام أصبحت “عبئاً كبيراً” على المربين في ظل عدم توفر الدعم.
تأتي معاناة المربي وأقرانه في ظل عدم توفير الدعم للمربين من قبل الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في المنطقة.
ويهدد تراجع الثروة الحيوانية في دير الزور عائلات، بسبب اعتماد كثير منها على تربية الماشية كمصدر دخل أساسي، لكن خلال السنوات الماضية تراجعت أعدادها بشكل كبير بسبب الجفاف وقلة الدعم، ما دفع المربين للهجرة والبحث عن مصادر أخرى للدخل.
ونتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، باع حمد الخضر، وهو من سكان قرية حوايج بومصعة غربي دير الزور، نصف قطيعه لتأمين الأعلاف والمرعى للنصف الآخر.
وترتفع أسعار الأعلاف في أسواق الماشية، نتيجة ارتباط المواد العلفية بالدولار الأمريكي، وعدم توفر معامل مُنتجة، رغم توفر المواد الأولية لصناعة الأعلاف، في ظل غنى المنطقة بالمنتجات الزراعية.
كما أن الظروف الاقتصادية تساهم أيضاً في تراجع أعداد الماشية في المنطقة، بسبب انهيار قيمة الليرة السورية والتضخم الذي ضرب أسواق سوريا عموماً.
ويشتكي مربي الأغنام غياب كل أشكال الدعم، من الأعلاف بأسعار مناسبة لقدرتهم، وكذلك عدم توفير الأدوية للماشية.
من جهته قال محمد الحسين، وهو مسؤول اتحاد الفلاحين العام بدير الزور، إن قرار رفع سعر مادة النخالة من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي وهيئة الزراعة والري في شمال شرقي سوريا، تسبب بمعاناة لمربي الماشية.
وكانت تُقدم شركة تطوير المجتمع الزراعي، مادة النخالة للمربين وفق دفعات، حيث تُخصص لكل رأس من الماشية كمية معينة من المادة، لكن مربين اشتكوا من تأخير تسليم الدفعات، وسوء المادة التي تُقدمها الشركة.
واعتبر “الحسين”، في حديث لنورث برس، أن رفع سعر مادة النخالة “مجحف” للمربين، ورأى أن قلة الدعم سبب رئيس بتراجع أعداد الثروة الحيوانية، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم قدرة المربين على تأمينها.