الرقة .. شكاوى لسائقين من قلة مخصصات المحروقات بعد رفع الأسعار

فاطمة خالد – الرقة

اضطر محمد للمبيت في سيارته طوال الليل أمام إحدى محطات الوقود في مدينة الرقة، ليحصل على مخصصاته من مادة المازوت في وقت مبكر من اليوم التالي.

يقول محمد الحسين (31 عاماً)، وهو من سكان الرقة، إنه خرج من منزله ليلاً، ليبيت أمام “محطة الشرطة” التي يوزّع فيها مخصصات السيارات من مادة المازوت المدعوم، آملاً أن يحصل على دور قريب بدلاً من الانتظار طوال النهار.

ويشتكي أصحاب سيارات في الرقة من الانتظار لساعات طويلة أمام محطات توزيع المحروقات، للحصول على مخصصاتهم المدعومة منها، وذلك لعدم توفر المادة في جميع المحطات، وتغيير آلية الحصول على المخصصات التي باتت بشكل أسبوعي، بعد أن كانت شهرية.

آلية جديدة غير مجدية

بحسب الآلية القديمة، كان أصحاب المركبات، يقفون في الطوابير ليوم واحد في الشهر للحصول على المخصصات، بينما الآلية الجديدة باتت تفرض عليهم الانتظار ليوم أو يومين أسبوعياً، بسبب الازدحام.

وأواسط أيلول/سبتمبر الفائت رفعت الإدارة الذاتية أسعار المحروقات لقطاعات محددة وقالت إنها لا تشمل الخدمات الأساسية.

يضيف “الحسين”، لنورث برس، أنهم يعانون في عملية الحصول على المحروقات في الفترة الأخيرة، بعد إصدار الإدارة الذاتية قراراً بتغيير آلية تسليم أصحاب السيارات مخصصاتهم.

يشتكي أصحاب المركبات من نقص المخصصات، وتوزيع المادة في محطة واحدة، الأمر الذي سبب ازدحاماً كبيراً أمام تلك المحطات.

“من المؤسف أن تكون منطقتنا الأغنى بالنفط ولا نزال نعاني في الحصول على المحروقات، لذا نطالب الإدارة بإيجاد حل لهذه المشكلة”، يقول “الحسين”.

ولضرورة حصوله على مازوت مدعوم بسعر أقل مما هو عليه في السوق السوداء، يضطر ياسر الفصيح (40 عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة، للمجيء إلى المحطة في ساعات الصباح الباكر، كما سابقه، والانتظار في الدور علّه يحصل على مخصصاته قبل انتهاء اليوم.

وفي سبيل تعبئة سيارته بالمخصصات المحددة له بـ 40 ليتراً من المازوت كل عشرة أيام، يترك الرجل عمله ليوم كامل منتظراً أمام المحطة، الأمر الذي سبب له معاناة كبيرة في كل مرة يأتي فيها للاستلام.

في وقت سابق، كان الأمر أبسط بالنسبة لأصحاب السيارات حيث كان يحصل على مخصصاته من المحطة الأقرب إليه، إلا أن التغييرات الأخيرة بهذا الشأن، وتخصيص محطة وحيدة للتوزيع، زاد من معاناتهم وأصبح يشغلهم عن أعمالهم لأيام، يقول سائقون.

وبما أن “الفصيح” يعمل على سيارة أجرة ضمن المدينة، فهو يعتمد في عمله على المازوت، إلا أنه وبعد أن أصبحت الكمية أقل مما كانت عليه سابقاً قد يضطر الرجل إلى شراء المادة من السوق السوداء، حيث يصل سعرها إلى 6 آلاف لليتر الواحد.

ويطالب الرجل بإعادة المخصصات التي كانوا يحصلون عليها شهرياً، بعد أن تناقصت بموجب الآلية الجديدة، وفق قوله لنورث برس.

نفاذ الكمية

ويشير “الفصيح” إلى “تلاعب” أصحاب بعض محطات الوقود بالكميات المخصصة لهم، وكذلك “التلاعب” بأسعارها، حيث يُنقصون من مخصصاتهم ويزيدون من السعر، طبقاً لما ذكر.

بالإضافة لتوزيع المحطة المخصصة للتوزيع كميات محدودة، لتتوقف بعدها عن التوزيع، بحجة نفاذ الكمية.

ولا يختلف حال عبد القادر محمد (23 عاماً)، عن سابقه، إذ يترك الشاب أعماله في محله ويتجه إلى إحدى المحطات التي يُذكر اسمها في برنامج التوزيع اليومي الذي تصدره سادكوب.

وتعمل محطات الوقود في الرقة وفق برنامج يومي تُصدره مديرية المحروقات (سادكوب)، حيث تخصص التوزيع بمحطة واحدة في المدينة وواحدة في كل ريف.

يقول “محمد ” إن آلية توزيع المحروقات تلك، أثقلت كاهلهم بسبب قلة المادة وعدم توفرها في جميع المحطات، والذي سبب بدوره ازدحاماً كبيراً، ناهيك عن طول ساعات الانتظار في الشوارع المحيطة بالمحطة، الأمر الذي سبب ازعاجات للسكان المجاورين.

يضيف الرجل أن قلة المادة في المحطات، تدفع بأصحاب مركبات، للقدوم من الأرياف والمناطق المجاورة للمدينة للحصول على مخصصاتهم، وذلك لعدم توفرها في المحطات القريبة من مناطقهم.

يطالب “محمد” الجهات المعنية بتوفير المحروقات في جميع المحطات، وإعادة برنامج التوزيع كما في السابق، بدلاً من كل عشرة أيام، وتوفيره بجميع المحطات، وذلك لتسهيل عملية الحصول على المادة وتوفير الوقت والجهد له.

تحرير: أحمد عثمان