احتساء القهوة المرّة من فنجان واحد.. العيد ينسي سكاناً في الرقة إجراءات الوقاية
الرقة- مصطفى الخليل- نورث برس
شهدت مدينة الرقة شمالي سوريا طيلة أيام عيد الفطر ازدحاماً في الأسواق، والحدائق العامة وتجمعات في المضافات بقصد الزيارة وتبادل التهاني بحلول العيد.
وبعكس الفترات الأولى لتطبيق قرار حظر التجول الذي فرضته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ/23/ من شهر آذار/مارس الماضي كإجراء احترازي للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، خلت التجمعات في الأسواق والأماكن العامة في فترة عيد الفطر من أبسط اجراءات الحيطة والوقاية من الفيروس، ومثلها كانت الأجواء في المضافات في الرقة، إذ يقوم السكان في هذه المضافات بتبادل المصافحة والتقبيل واحتساء القهوة المرة من فنجان واحد، وفق التقاليد الشعبية.
يقول عبد الكريم الكلمد (60عاماً) من سكان مدينة الرقة، "كورونا ما كورونا سنجلس في المضافات في العيد، ونتواجد بها"، ويردف جازماً "الرقة خالية من الإصابة بفيروس كورونا ..الله حامينا".
ويُعد ارتياد المضافات في الرقة تقليداً اجتماعياً اعتاد الرجال على المداومة عليه، حيث يقومون بتبادل المشورات حيال القضايا الاجتماعية الطارئة وإجراء المصالحات بين المتخاصمين أو بقصد تزجية الوقت، والبعض منهم يعتبر أن المضافة دليل على المكانة والرفعة الاجتماعية.
ويشير ذياب المطرود (69 عاماً) وهو شيخ عشيرة الشبلي السلامة في الرقة إلى أن "ارتياد المضافات من قبل الرجال في الرقة، يزداد في المناسبات وخاصة الأعياد والأفراح والأتراح".
وقال المطرود، لـ"نورث برس"، أثناء جلوسه في مضافة العشيرة، والتي صادفت زيارة بعض أفراد من العشيرة لتبادل التهاني بحلول عيد الفطر، إن زيارة المضافات في الرقة في العيد وفي ظل كورونا، "يقتصر فقط على الأصحاء، أما الذي يعاني من أي مرض لا يجلس في المضافة، في ظل ظرف انتشار فيروس كورونا، فهو في بيته أو في المشفى".
ويرى سكان في الرقة أنه "لم يعد من ضرورة لاستمرار حظر التجول، كإجراء للوقاية من فيروس كورونا، وذلك كونهم لم يسمعوا أن أحداً في الرقة وريفها قد أصيب بالفيروس".
وبحسب لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني فإن المدينة وريفها خالية من الإصابة بالفيروس المستجد حتى تاريخه.
وكانت لجنة الصحة في مجلس الرقة قد عملت على تجهيز مركزين للحجر الصحي وسط المدينة، بقصد حجر من تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس.
وقال محمد الظاهر(60عاماً)، من سكان حي مفرق الجزيرة غربي الرقة إن الاختلاط العشوائي الذي حدث في الرقة بين السكان في أيام العيد يوجب "التشديد بحظر التجول بعد انتهاء فترة العيد، كما كان قبل العيد لا بل و أكثر".