"لا طعم للعيد منذ هجّرنا من عفرين".. قصة ثلاث سنوات في مخيمات النزوح
ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس
على بعد /40/ كم من مسقط رأسهم، وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية يستقبل مهجرو منطقة عفرين شمال غربي سوريا أعيادهم، وسط غياب معظم أجواءها، فبحسبهم لا شيء يوحي بمرور العيد في المخيمات التي يقطنونها بريف حلب الشمالي، فالتهجير وتشتت أفراد الأسرة وابتعادهم عن منازلهم وقراهم، عوامل اجتمعت "لتسرق بهجة العيد منهم".
وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية "لمقاطعة عفرين" والتي تعمل في مناطق بريف حلب الشمالي.
تقول زهيدة منان عبدو(70عاماً)، مهجرة من قرية قرنة التابعة لناحية بلبل بمنطقة عفرين وهي جالسة أمام باب خيمتها بمخيم "برخدان" في قرية فافين بريف حلب الشمالي "عندما يذكر العيد، أتذكر كيف كنت أقضيه في قريتي، فقد كان أولادي وأحفادي حولي وأقدم لهم الحلوى وأتبادل الزيارات مع الجيران في القرية".
وتضيف عبدو وملامحها لا توحي بشيء من فرح العيد، "لا طعم للعيد في المخيمات ونحن بعيدون عن منازلنا".
لا يختلف حال رويدا بكر(51عاماً)، مهجرة من قرية جقلا التابعة لناحية شيخ الحديد بمنطقة عفرين، عن سابقها، "من اليوم الذي هجرنا فيه من عفرين غاب العيد، تشتت شمل أسرتي بسبب الحرب، فقد تفرقوا، كل واحد منهم ذهب إلى مكان ولم أتمكن من زيارة قبور أقربائي، بسبب سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها على عفرين".
وتضيف بكر وهي تذرف دموعاً تقول إنها "حسرة على أجواء العيد التي فقدتها بعد تهجيرها من عفرين" وقبل سيطرة تركيا وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها عليها، " كان العيد يعني لنا البهجة والسرور، إلا أننا لم نعد نشعر بطعمه وأنا بعيدة عن منزلي وأشجار الزيتون".
وسبق عيد الفطر، تحضيرات خجولة في مخيمات مهجري عفرين، حيث اضطرت النساء على الاعتماد على مكونات سلال غذائية قدمتها الإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي لتحضير معجنات العيد، فصناعة المعجنات تحت الخيم جاءت لإدخال السعادة إلى نفوس الأطفال ويشعروا بطعم العيد، أما بالنسبة للكبار "لم يعد العيد فرحاً بعد أن ابتعدوا عن منطقة عفرين"، حسبما أفادت به نساء مهجرات من المنطقة.
ويتذكر محمود إبراهيم محمد(81عاماً)، مهجر من قرية قوشو التابعة لناحية بلبل بمنطقة عفرين أجواء العيد التي كان يقضيها في قريته " كنا نقوم بزيارة القبور وإقامة صلاة العيد في جامع القرية ونقوم بذبح الذبائح في الأعياد فيجتمع الأهالي لتناولوا الغداء في ساحة القرية".
وأضاف متنهداً: "في المخيم نكتفي بمعايدة بعضنا وتبادل الزيارات فقط، فلا طعم للعيد وأنا بعيد عن مجالس قريتي وعاداتها، الأيام كلها سواء منذ هُجّرنا".