بعد أكثر من شهر.. هل أثرت العقوبات الأمريكية على العمشات والحمزات؟

مؤيد الشيخ ـ ريف حلب

بعد مرور أكثر من شهر على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على فصيلي السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة التابعين للمعارضة السورية الموالية لتركيا في شمال غربي سوريا، إلا أن ذلك لم يغير كثيراً على أرض الواقع حسبما أفاد به الناشط الحقوقي يزن عز الدين لنورث برس.

وشدد “عزالدين”،  وهو اسم مستعار، على أن مثل هكذا عقوبات على فصيل أو قادة له “لا تؤثر بأي شكل من الأشكال، إذ إن هذه الفصائل وهؤلاء القادة لا يملكون شيئاً في الدول المجاورة أو حتى دول أوروبا”.

واعتبر الناشط في حديث مع نورث برس، أن تلك العقوبات “في الحقيقة هي حبراً على ورق، وأنه لن تقيد أو تخفض من انتهاكات العمشات أو الحمزات بحق السكان في المناطق التي يسيطر عليها الفصيلين”.

وعلى العكس تماماً كشفت العديد من المصادر المحلية وبعض الناشطين في المنطقة، أن الانتهاكات زادت وتيرتها مؤخراً، إذ لا تزال تلك الفصائل تفرض الإتاوات وتختطف الأفراد من السكان المحليين والنازحين من أجل فدى مالية، “مما يؤكد أن العقوبات الأمريكية ما هي إلا كلام فارغ في ظل عدم تطبيق أي عقوبات على الأرض ضد الفصيلين”.

اقرأ أيضاً

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت في منتصف آب/أغسطس الفائت، عقوبات على فصيلي السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة التابعين للجيش الوطني الموالي لتركيا، إضافةً إلى قائد العمشات محمد الجاسم “أبو عمشة” وأخيه الأصغر وليد الجاسم، وقائد فرقة الحمزة سيف بولاد، وذلك لضلوعهما في “ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” ضد السوريين و”مشاركتهما بشكل مباشر أو غير مباشر بتلك الانتهاكات”.

وأضاف “عز الدين” أن العقوبات كانت يجب أن تفرض على تركيا لدعمها لتلك الفصائل وعلمها بالانتهاكات التي ترتكبها، إذ إن الجميع يعلم أن تركيا هي من تدير المنطقة والفصائل المتواجدة بها بشكل مباشر، وتستطيع برسالة واحدة أن توقف جميع الانتهاكات التي تحصل هناك، لكنها في الحقيقة هي من تريد مثل تلك الانتهاكات لإجبار السكان الأصليين على الهجرة وإنجاح مشروع التغيير الديمغرافي الذي تقوده منذ سنوات”.

وقال عبدالرحمن الخالد، وهو اسم مستعار لناشط إعلامي في ريف حلب، “الحقيقة أن هذه العقوبات لا تعدو كونها ضحك على اللحى. فهؤلاء الأشخاص الذين فرضت عليهم لا يوجد لديهم أصول مالية في أوروبا أو الولايات المتحدة ولا حتى تركيا وهذه العقوبات هي كلام في الهواء قامت به الولايات المتحدة ضدهم”.

بدوره أشار يوسف حمو وهو ناشط محلي من سكان عفرين شمالي حلب، لنورث برس، أن الانتهاكات زادت وتيرتها خلال الآونة الأخيرة بحق السكان، حيث جرى توثيق أكثر من 45 عملية خطف منذ بداية سبتمبر الماضي لسكان أصليين وآخرين نازحين، إضافةً إلى أكثر من 30 عملية تشليح وسلب لسيارات ودراجات نارية، فضلاً عن استمرار عمليات قطع الأشجار المثمرة وأشجار الغابات والأحراش.

تحرير: تيسير محمد