مطالبات بمنع عمل جمعيات خيرية بعد تكرار وقوع حالات تسمم في مخيمات بإدلب

إدلب – نورث برس

 

تعرضت جمعيات خيرية كانت قد وزعت وجبات إفطار فاسدة خلال شهر رمضان، لحملة انتقاد واسعة من قبل نازحين وسكان في محافظة إدلب وريفها، طالبوا بمنع عملها وتحميلها المسؤولية عن ما حدث.

 

وأصيب نحو مئة مدنياً بينهم /30/ طفلاً بحالة تسمم غذائي بتاريخ 13 أيار/ مايو 2020 بمخيمات رعاية الطفولة، المختار، الطوبة، معرة حرمة للنازحين في منطقة دير حسان الحدودية وذلك نتيجة تناولهم وجبات إفطار فاسدة طانت وزعتها جمعيتين خيريتين عاملتين بريف إدلب.

 

وعادت الحادثة لتتكر في اليوم التوالي، حيث تسمم أكثر من /75/ نازحاً من مخيم المختار بالقرب من بلدة كللي شمال إدلب بمحاذاة الحدود السورية التركية.

 

ويؤكد الطبيب عدنان المشرف لـ "نورث برس" أن معظم حالات التسمم كانت لنساء وأطفال وهي عبارة عن حالات تسمم خفيفة، إذ لم تحدث أي حالة وفاة ناتجة عن التسمم حيث تمكنوا من إسعاف جميع الحالات بمنحهم مضادات تسمم وسيروم وريدي.

 

الجمعيات تبرر

 

واستبعد مسؤولون في هذه الجمعيات أن يكون السبب استخدام مواد فاسدة في الوجبات، مؤكدين أنه تم توزيع الآلاف منها بينما لم يتجاوز عدد المصابين المئة، معتبرين أنه لو كان هناك خطأ في الأصل لتعرض كل من تناول هذه الوجبات للتسمم.

 

وأوضح بأن سبب التسمم يعود لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة ونقل الوجبات في سيارات مقفلة تفتقر لعملية التبريد إضافة لتعرض قسم منها للشمس لوقت طويل قبيل توزيعها على المدنيين.

 

معاناة مستمرة

 

ويعاني قاطنو المخيمات في شمال غربي سوريا من الأوضاع السيئة ونقص الخدمات وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية والمجالس المحلية لتخفيف المعاناة وتوفير اللقاح والأدوية دون جدوى، لتزداد المعاناة مع قدوم فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات والأمراض والأوبئة.

 

وتقول أسماء دياب، وهي نازحة تقيم في مخيم رعاية الطفولة وكانت قد تعرضت للتسمم مع أطفالها، لـ"نورث برس" " ألا يكفي ما نواجهه من صعوبات وضيق العيش في هذه المخيمات التي لا تصلح حتى للحيوانات حتى يضيفوا إلى معاناتنا معاناة جديدة بتوزيع وجبات فاسدة علينا".

 

وتتساءل بحزن "ألهذه الدرجة وصل الاستهتار بنا وبحياتنا وحياة أطفالنا"، ورغم شفائها وأطفالها فهي تطالب بفتح تحقيق بالأمر ومعرفة الأسباب خلف الحادثة "فلا يجب أن تمر هذه الحادثة بسلام دون معرفة الجناة" وفق تعبيرها.

 

تكليف الرقابة للتحقيق

 

من جانبها تزعم وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة "الإنقاذ" بمدينة إدلب أنها فتحت تحقيق في الحادث وإنها ستتواصل مع إدارة المخيمات التي وقعت فيها حالات التسمم من أجل الوقوف على الأسباب ومحاسبة المسؤولين.

 

في غضون ذلك طالب ناشطون بمنع السماح بتوزيع الطعام في المخيمات واستبدال الوجبات بتوزيع ثمنها على النازحين تجنباً لأي مخاطر محتملة.

 

وترزح المنطقة تحت سيطرة فصيل تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً"، فيما تزعم الحكومة المؤقتة المدعومة من الائتلاف السوري العارض، أنها تقديم الدعم للعديد من القطاعات في المحافظة التي تشهد فلتاناً أمنياً وسط تزايد الصعوبات التي يواجهها السكان والنازحون نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد.

 

ويتوزع /1277/ مخيماً في شمال غربي سوريا، يقطنهم نحو مليون و/41/ ألف نازح، بينه /366/ مخيماً عشوائياً يسكن فيها نحو /184/ ألف شخص، وفق إحصائيات فريق منسقو الاستجابة في إدلب.