تفاقم أزمة المياه في الحسكة ومسؤولون في الإدارة الذاتية يناشدون المجتمع الدولي للتدخل

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

تشهد مدينة الحسكة منذ أكثر من أسبوعين أزمة مياه خانقة، نتيجة قيام القوات التركية وفصائل سورية مسلحة تابعة لها، بتشغيل ثلاث مضخات فقط من أصل ستة في محطة مياه علوك بريف سري كانيه، شمال شرقي سوريا.

 

وبات حديث معظم سكان مدينة الحسكة مؤخراً هو قلة المياه، حيث قام الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة بإيقاف تشغيل المحطة، لخمس مرات منذ سيطرتهم على المنطقة، أواخر تشرين الأول /أكتوبر من العام 2019‪.

 

ويضطر السكان في المدينة، إلى شراء المياه من صهاريج متنقلة، في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.

 

وقال الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في "مقاطعة الحسكة "، عبدالغفور أوسو، لــ"نورث برس"،  إن "الدولة التركية والمجموعات التابعة لها لا تسمح بتشغيل المحطة بكامل طاقتها".

 

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، قد قال الشهر الماضي، إن "تعطيل" محطة مياه علوك في سري كانيه، "قد يحدث تأثيراً مدمراً على المجتمعات الضعيفة في كافة أنحاء شمالي سوريا، نتيجة المخاطر من انتشار جائحة كوفيد- 19".

 

وتحتوي محطة  علوك، على /34 /بئراً، /30 /منها جاهز للعمل، مع وجود /8 /مضخات مياه، /6 /منها كانت ضمن الخدمة.

 

وأضاف أوسو، أن المضخات الست بمجموع 30 بئراً كانت تغطي حاجة بلدة تل تمر ومدينة الحسكة والشدادي والهول والنواحي التابعة لها"وكانت المياه تصل للأهالي مرة واحدة كل ثلاثة أيام، وفي بعض الأحيان كل يومين".

 

وأوضح الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في "مقاطعة الحسكة "،  أن تركيا "لا تسمح حالياً بتشغيل أكثر من 3 مضخات، وبالتالي عدم قدرة  هذه المضخات على تلبية حاجة مدينة الحسكة والنواحي الأخرى، مع تشغيل 6 آبار فقط".

 

ولفت أن "ضعف قوة الضخ" تتسبب بـ "عدم وصول المياه لأكثر من 80 بالمئة" من سكان المدينة بحسب النظام القديم.

 

وطالب أوسو "الجانب الروسي بالضغط أكثر على الدولة التركية" ، وأضاف " المصالح السياسية هي التي تتحكم بمصير السكان، وتأثر على هذه المفاوضات"، فيما ناشد "دول العالم بضرورة الضغط على الدولة التركية لعدم التحكم في مسألة المياه في ظل أزمة كورونا العالمية".

 

وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد قالت في وقت سابق، إن "تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق سيطرة الكرد في شمال شرقي سوريا يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس كورونا".    

 

وقامت السلطات التركية بإيقاف ضخ المياه عدة مرات في المحطة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لتتسبب بتفاقم معاناة مئات الآلاف من السكان، بحسب ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان نشر على موقعها حول الحادثة في آذار/ مارس الماضي.

 

وطرد الجيش التركي منذ الثامن والعشرين من نيسان/أبريل الماضي، العاملين في المحطة، وأوقف ضخ المياه لعدة ساعات في السابع من آيار/مايو الجاري، قبل أن تقوم بتشغيل عدد محدد من المضخات، في اليوم نفسه.