"خذ ما تحتاج".. بائع خضار في جرمانا يتقاسم المعاناة مع أبناء حارته
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
علق صاحب محل لبيع الخضار في أحد شوارع حي جرمانا في دمشق، لافتة تقول، "أخي العزيز، أختي العزيزة، إذا لم يكن لديك مالاً فلا تستحي وتترك عائلتك بدون طعام، تفضل وخذ ما تحتاجه من عندي فرزقي ورزقك على الله".
وأطلق الشاب أحمد العلي من حارة مريم عساف بحي جرمانا، مبادرة شخصية بقصد تقديم "ما يستطيع من مساعدة وتقاسم المعاناة مع الناس"، في ظل الارتفاع المتسارع في أسعار المواد الغذائية.
أوضح العلي لـ "نورث برس" أنه رأى على وجوه بعض زبائنه ترددهم وعدم قدرتهم على شراء حاجاتهم بعد ارتفاع الأسعار، ما دفعه إلى تقديم المساعدة وفق قدرته.
وبيّن أن بعض الزبائن تجاوبوا مع مبادرته، "نعم هناك من يطلب ولكنهم يطلبون أشياء بسيطة فأعطيهم كيساً فيه خضروات متنوعة وأغلب هؤلاء من الأطفال أو كبار السن الذين يعيشون في الحي، وأعرف أن لا مورد للعيش لديهم".
وأضاف أنه لم يحدث أن طلب منه أحد من الشبان والشابات من زبائنه أي شيء دون مقابل ولكن أحيانا "يسأل الزبون عن ثمن نوع من الخضار ويكون الثمن بسيطاً، ولكني أخمن أنه لا يملك المبلغ فأقوم بتقديم ما استطيع تقديمه".
ويقول الشاب إنه لا يتعرض للخسارة لأن الخضار سريعة التلف، وهو لا يستطيع تخزينها في براد، " لذا فكرت أن أوزع قسماً منها مجاناً لمن يحتاجها، وبهذا لا يبقى هناك أيضا ما يمكن أن يتلف".
وعبّر أحمد عن رضاه لخسارة جزء من أرباحه كونه يتقاسم المعاناة مع الناس، مبيناً أن اللافتة التي وضعها في محله هي لتشجيع المحتاج، "أعرف أن الطلب محرجٌ وقاس على المرء".
وتشهد أسواق الخضار والفواكه في المحافظات السورية ارتفاعاً متسارعاً للأسعار، ما تسبب بمعاناة إضافية لشريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود من أجل تأمين احتياجاتهم اليومية.
ويبلغ متوسط الرواتب لدى القطاع الحكومي /50/ ألف ليرة (ما يعادل نحو 30 دولاراً)، وهو أقل راتب في المنطقة رغم ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم.
ويقدر خبراء اقتصاديون أن الأسعار تضاعفت في الأسواق السورية بنسبة 40 % مع بداية انتشار فيروس "كورونا"، فيما ازداد ارتفاعها مع بداية رمضان بنحو 35 %، عدا أن الأزمة التي تعيشها سوريا منذ العام 2011، أدت إلى أن يعيش أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر وأن يتجاوز معدل التضخم /2000/ في المئة.