المعارضة تفشل في إدارة مناطقها.. سكانٌ يعانون فوضى السلاح وتضارب المصالح
هاني سالم ـ ريف حلب
يرى نبيل محمد (37 عاماً) وهو محامٍ في مدينة الباب شرقي حلب، أنه وبعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة وإلى الآن “لم نشهد أسبوعاً هادئاً. دائماً اشتباكات وإصابات، وتضرر منازل وسيارات المدنيين، وفي النهاية يتصالح المسلحون بوساطة الشرطة العسكرية، ليبقى الخاسر الوحيد هو المدني”.
ويشدد المحامي في حديث لنورث برس، على أنه “من المستحيل أن ترتقي إدارات وقيادات المناطق الخاضعة للنفوذ التركي”.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن “الحكومة التركية هي المستفيد الأكبر من فوضى السلاح والاشتباكات التي تجري لأسباب تافهة، ولو أنها بالفعل غير راضية عما يجري فبإمكان عنصر تركي أن يوقف أي اشتباكات بين الفصائل المتناحرة”.
ولعل عجز المعارضة السورية متمثلة بالحكومة المؤقتة عن كبح جماح الفصائل المتناحرة والمؤسسات الأمنية المخصخصة، يعكس مدى فشلها في إدارة مناطق نفوذها بما يخدم مصلحة السكان الذين أنهكتهم الظروف الاقتصادية المتهالكة، مما دفع معظمهم لإعادة النظر في مفهوم “الثورة” ومصداقية القائمين عليها.
وبالنظر إلى خارطة توزع القوى في سوريا، يرى نجدة عرفان (50 عاماً) وهو مدير متقاعد في مدينة عفرين، أن مناطق نفوذ الجيش التركي وفصائل المعارضة “تعتبر الأكثر ضعفاً وضياعاً وتشوهاً عسكرياً وأمنياً، مقارنة بمناطق النظام وقسد”.
ويقول لنورث برس: “للأسف الفصائل اليوم تعددت وتخضع اسمياً فقط لوزارة الدفاع، لكن في الحقيقة كل قيادي فصيل يعتبر قائداً عسكرياً وأمنياً ضمن المنطقة التي ينتشر عناصره فيها، مما خلق دويلات داخل دويلات لأهداف وغايات تتراوح بين الشخصية والاقتصادية لا أكثر”.
وتتفق هنادي العمدة (28 عاماً) وهي موظفة في مديرية التربية بمدينة عفرين، مع سابقها، وتقول: “من المحال على الفصائل العسكرية ضمن الفيالق الثلاث أو حتى ضمن الأجهزة الأمنية التي تدار لقضايا وغايات خاصة أو حتى جهاز الشرطة العسكرية والمدنية، أن تنجح في إدارة وقيادة مناطق نفوذ المعارضة في عفرين وريف حلب الشمالي الشرقي إضافة لمنطقة نبع السلام”.
وترجع “العمدة”، السبب إلى أن تلك الفصائل “تتسم بتعدد الرايات والغايات والمصالح، رغم تشاركها في الجهة الداعمة والمتحكمة بشكل عام وهي تركيا”.
بدوره، إداري سابق في مكتب التوجيه السياسي ضمن الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني، أشار إلى أن الوضع الأمني والعسكري الحالي في مناطق النفوذ التركي بريف حلب، يعتبر الأسوأ، والأمور تسير نحو الأسوأ والمشكلة أن وزارة الدفاع ووزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة لا تستطيع تنفيذ أو اتخاذ أي قرار إلا بموافقة الوالي التركي المسؤول عن المنطقة”.
يصف عدي الجويد (43 عاماً)، الوضع الذي يعيشون فيه بمناطق سيطرة المعارضة بـ”الغابة”، ويضيف: “ما تعرضه الشاشات من حكومات وائتلاف، مجرد واجهة سياسية اختارتها تركيا، إلا أن الواقع في مناطق ما يسمى المحرر، يجعل من مناطق قسد ومناطق النظام أفضل مما نعيشه اليوم في مناطقنا”.
ويقول: “بات من الضروري إعلان فشل الثورة السورية التي انطلقت في 2011، في ظل قيادات همها المخدرات والمال وإرضاء تركيا”.