فاطمة خالد – الرقة
لم يكن لدى عبد الفتاح أي مشكلة في نقل بسطته إلى أحد الشوارع الفرعية المؤدية إلى شارع الوادي، حيث كان يبيع بعض الأدوات المستعملة بعد أن جاء أمر من البلدية لإخلاء الشارع لتعبيده.
يقول عبد الفتاح اسكندر (50 عاماً)، وهو من سكان مدينة الرقة، لنورث برس: “منذ بداية العام الجاري نفذت البلدية في الرقة الكثير من الأعمال الخدمية من تزفيت طرقات وخدمات أخرى”، ويصف تلك الأعمال بـ “المرضية”.
يعمل الرجل في شارع الوادي وسط المدينة في بيع الأدوات المستعملة، إلا أنه وأقرانه، ممن يعملون بجواره، كانوا يعانون من رداءة الشارع وكثرة الحفر فيه، ويجد في تعبيد الشارع حيث يعمل تطوراً لتخفيف معاناتهم.
ومؤخراً، بدأت بلدية الشعب في الرقة بتعبيد شارع الوادي، وهو أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، بالإضافة لتنفيذ أعمال “تزفيت” في شوارع عدة.
وخصصت البلدية، كمية “الزفت” هذا العام ضمن شوارع المدينة فقط، وتبلغ الكمية الممنوحة لهم 24 ألف متر مربع، بسبب ضرورة تعبيد الطرقات الموجودة ضمن المدينة وعدم وجود ميزانية كافية لدعم الأرياف، وفق مسؤول في البلدية.
يقول “إسكندر” إن المعاناة في شوارع الرقة كانت تزداد في فصل الشتاء لكثرة الحفر وتجمع مياه الأمطار فيها، ناهيك عن ضيق الشارع وكثرة المارة فيه.
ويرى أن تجهيز البلدية للشارع وتزفيته “خطوة خدمية إيجابية” لجميع السكان، وتسهّل عمل الكثير ممن يعملون في الشارع والمارّة على حد سواء، طبقاً لقوله.
ويطالب “اسكندر” بلدية الرقة بالنظر في أمر مشاريع الصرف الصحي، إذ يرى أنها لا زالت “مهملة” وتحتاج إلى إصلاح.
“خدمات غير كافية”
إلا أن محمد الأحمد (26 عاماً)، وهو من سكان الرقة، كان له رأي مختلف عن سابقه، إذ قال لنورث برس: “خلال عام كامل والأعوام السابقة لم تقدم البلدية الخدمات الكافية في الرقة”.
ويقول إن الخدمات اقتصرت على “تزفيت” بعض الطرقات وهي “قليلة مقارنة بعدد الطرقات الرئيسية منها والفرعية في المدينة”، في حين أهملت الكثير من القطاعات كالصرف الصحي والنظافة وغيرها.
ويضيف أن الخدمات التي قدمتها البلدية منذ بداية العام وحتى الشهر الجاري، “لم تكن كافية بل يجب أن تشمل جميع القطاعات التي تكون مسؤولة عنها، في ظل حاجة المدينة الملحة للإصلاح وتقديم خدمات تحسن من واقع معيشة السكان”، على حد قوله.
من جهته قال إبراهيم الرشيد، وهو نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في الرقة، إنهم ومنذ بداية العام 2023، “قدموا الكثير من الخدمات في قطاعات مختلفة ضمن المدينة”.
وأضاف لنورث برس، أن البلدية نفذت عدة مشاريع في الرقة خلال العام الجاري، وذلك “حسب احتياجات المنطقة والسكان فيها، ووفقاً للميزانية التي تصرف للبلدية سنوياً”.
“وفقاً للميزانية”
و “وفقاً للميزانية المرصودة تم العمل على عدد من المشاريع منها مشاريع الصرف الصحي، التي تعد مدمّرة بشكل كامل وتحتاج إلى سنوات ليعاد إصلاحها”، على حد تعبير “الرشيد”.
وذكر أن نسبة 60 بالمئة من الصرف الصحي في الرقة معطل بشكل كامل، و80 بالمئة منها معطلة بشكل جزئي، وقد “بدأت البلدية منذ تأسيسها في الرقة بمد القساطل لإصلاح خطوط الصرف الصحي ولا زالت مستمرة لحد الآن”، وفقاً لقوله.
ونفذت بلدية الرقة مشاريع صرف صحي في ثلاثة شوارع في المدينة، وهي؛ شارع الكهرباء، الوادي وجزء من شارع سيف الدولة، وسط المدينة، إضافة لإصلاح بعض الشبكات الصغيرة في الأحياء استجابة لشكاوى السكان فيها.
وأشار إلى ضرورة تخصيص قسم من الميزانية لتوريد آليات مختصة لأعمال النظافة، حيث تعاني البلدية من قلّتها مقارنة بارتفاع الكثافة السكانية في المدينة.
وتعمل البلدية على وضع عدد من الطرق في المدينة سنوياً بخطة التزفيت في الأشهر المحددة من السنة لتنفيذها، إلا أنها وخلال العامين الماضيين، أوقفت العمل عليها لعدم توفر مادة الإسفلت التي تطابق الشروط اللازمة، بحسب ما ذكر “الرشيد”.
وقال نائب الرئاسة المشتركة، إن الطرق الموضوعة في خطة هذا العام هي 48 طريقاً موزعة ضمن المدينة، تم تنفيذ أكثر من 24 منها، حيث تعتمد أعمال “التزفيت” على شروط مناخية ملائمة، يبدأ العمل عليها بين شهري حزيران/ يونيو، وكانون الأول/ ديسمبر.
وعن المشاريع التي لم يتم تنفيذها هذا العام، قال “الرشيد” إن مشاريع الصرف الصحي لم تُنفذ، لأسباب عدة، أهمها؛ أن “الشبكة في المدينة واسعة جداً، وتحتاج لسنوات ليتم استبدالها، إضافة لضعف الإمكانيات حيث تحتاج لأكثر من 5 ملايين دولار لإصلاحها بشكل كامل”، وفق تقديره.