مطريات مسدودة تُنذر ببحيرات في شوارع بلدات بريف دير الزور الشرقي

ماهر مصطفى – دير الزور

مع اقتراب فصل الشتاء، حيث موسم هطول الأمطار، يتخوّف محمد من معاناة تتكرر كل فصل شتاء، حين تغرق الشوارع بالمياه، وتتحوّل لمستنقعات.

يقول محمد المحمود، وهو من سكان حي السوق ببلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، إنه يعاني وأقرانه منذ أكثر من خمس سنوات من تشكل مستنقعات وتجمع المياه في شوارع الحي الطينية.

وغالباً ما تمنع تلك المستنقعات السكان من دخول منازلهم، حيث تعيق حركة المارّة في الدخول والخروج إلى الحي، ومع مرور الأيام تسبب معاناة أخرى للسكان، حيث تصبح مصدراً لانبعاث الروائح.

يطالب سكان عدة بلدات بريف دير الزور الشرقي كـ “هجين، الشعفة، السوسة، الباغوز وغرانيج”، المسؤولين والمعنيين بإيجاد حلول لانسداد المطريات، ووضع مطريات جديدة في المناطق التي تتوفر فيها.

ويتسبب عطل المطريات وفقدانها، بطوفانات وتشكل مستنقعات، أمام منازل سكان ومحالهم التجارية، وأمام المدارس والأماكن العامة، بعد كل هطول للأمطار.

ورغم وجود شبكة مطريات بغالبية أحياء بلدة السوسة التي يسكنها “المحمود” قبل سنوات، إلا أنها خرجت عن الخدمة بسبب تضرر الطرقات أثناء الحرب التي دارت في المنطقة.

يضيف الرجل أنه “مع كل هطول للأمطار يتغيب أطفالنا عن المدارس لعدة أيام، بسبب عدم القدرة على تجاوز تلك المستنقعات المتشكلة من مياه الأمطار، والشوارع الطينية التي لا يستطيع حتى الكبار تجاوزها إلا بشق الأنفس”، وفق وصفه.

يطالب “المحمود” المسؤولين بهيئة البلديات والمجالس المحلية، بإيجاد “حل مستعجل” ووضع مطريات لتصريف مياه الأمطار قبل دخول فصل الشتاء.

وتضررت غالبية شبكات تصريف المياه بدير الزور، بسبب الحروب والقصف الذي شهدته المنطقة والذي أسفر عن خروج غالبية شبكات تصريف المياه عن الخدمة، وانسداد بعضها.

ويقول تيسير عبد الرحمن، وهو من سكان حي الحاوي في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، لنورث برس، إن بلدية الشعب، نفذت العام الماضي مشروع مطريات في عدة أحياء من البلدة، من ضمنها حي الحاوي الذي يقيم فيه، لكن سرعان ما خرجت تلك المطريات عن الخدمة.

ويضيف أن تلك المطريات انسدت بسبب الشوارع الطينية التي تتسبب بتجمع الوحل داخل المطريات. ويشير إلى أنهم طالبوا عدة مرات بتعزيل تلك المطريات، ليتم فتحها بطرق بدائية إما بضخ المياه داخلها، أو إزالة الوحل بالأيادي، لكن دون رد.

ويناشد أصحاب المحال التجارية في سوق مدينة هجين المسؤولين، بإعادة تأهيل المطريات بشكل مستعجل قبل دخول فصل الشتاء، بسبب تشكل المستنقعات في شوارع الأسواق والذي يعتبر “منظراً غير حضاري”، بالإضافة لتسبب تلك المستنقعات بتوقف حركة البيع والشراء في الأسواق.

من جهته يحمّل حسن الهوش، وهو مدير المكتب الفني في هيئة الخدمات بدير الزور، مسؤولية انسداد المطريات لسكان هجين، بسبب رميهم النفايات بالقرب منها، رغم أنهم نفذوا المشروع بعدة أحياء في هجين لكنها عادت للانسداد بسبب تلك الممارسات.

ويضيف لنورث برس، أن “بلديات الشعب في بلدات الخط الشرقي، توجّه ورشات للبدء بتنظيف وتعزيل المطريات في جميع الشوارع والقرى التي تتواجد فيها، تحضيراً لاستقبال فصل الشتاء”.

ويشير إلى أن الإمكانيات المالية المخصصة لهم، “لا تسمح بإنشاء مطريات في البلدات التي لا توجد فيها سابقاً، كما أن الكتلة المالية القليلة تعرقل عملهم بتأهيل المطريات التي تعرضت للتدمير، بسبب القصف”.

وفي الوقت ذاته فإن غالبية شوارع بلدات الريف الشرقي لدير الزور، هي شوارع طينية، “لا يفيد بناء مطريات إلا بعد تزفيت تلك الشوارع”، وفقاً لـ “الهوش”.

تحرير: أحمد عثمان