لحظات الوداع .. آلاف الأرمن يغادرون ناغورني قره باغ
دمشق – نورث برس
يتجه آلاف الأرمن من ناغورني قره باغ التي مزقتها الحرب إلى الأراضي الأرمينية، مع بدء عملية إجلاء تاريخية يمكن أن تؤدي إلى نزوح جماعي للعرق الأرمني في المنطقة، بينما باتت أذربيجان على شفا السيطرة على المنطقة المتنازع عليها.
تأتي عمليات الإجلاء بعد أيام من هجوم عسكري شنته أذربيجان ودعمته تركيا وتوسطت فيه روسيا لنشر مراقبيها، في حين كان الأرمن القاطنين في الإقليم المتحارب عليه ضحية النزاع بالدرجة الأولى.
ودخل أكثر من 2900 شخص إلى أرمينيا من إقليم ناغورني قرة باغ حتى ساعات صباح اليوم، وفقاً لبيان حكومي صادر عن العاصمة يريفان.
وناغورني قره باغ منطقة جبلية يعتبرها العديد من الأرمن موطن أجدادهم ولكنها معترف بها دولياً كأراضٍ أذربيجانية وتحكمها حكومة أرمينية محلية منذ أوائل التسعينيات بعد سنوات من الحرب، وهي الآن على وشك الانهيار التام بعد وقف إطلاق النار مع أذربيجان.
وأمس الأحد عبرت أول دفعة من موجة الهجرة الجماعية من قره باغ إلى أرمينيا، بعد حصار دام 10 أشهر قبل أن تشن باكو هجومها المكثف نهاية الأسبوع الفائت.
وأدى الحصار الذي فرضته أذربيجان على الإقليم إلى نقص حاد في الغذاء والوقود والمياه في العاصمة المحلية لإقليم قره باغ ستيباناكيرت والمناطق المحيطة بها.
ودعت الحكومة المحلية ذات الأصل الأرمني، أذربيجان إلى فتح الطريق على طول ممر لاتشين المؤدي إلى أرمينيا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى ناغورنو قره باغ وخروج السكان المحليين منها.
ويخشى الكثيرون من حدوث حملة تطهير عرقي عندما تسيطر السلطات الأذربيجانية على البلاد. وكان الأمين العام للأمم المتحدة حث على وقف القتال ووضع خطة سلام دائمة للمنطقة.
وقالت الحكومة المحلية إن من سيتم إجلاؤهم سترافقهم قوات حفظ السلام الروسية عبر الحدود من المنطقة المتنازع عليها إلى أرمينيا.
قبل ذلك أعلن مجلس الأمن الأرمني أمس الأحد، أن الرئيس الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سيلتقيان في 5 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في مدينة غرناطة الإسبانية.
كما يشارك في الاجتماع قادة فرنسا وألمانيا ورئيس المفوضية الأوروبية، والذي يهدف إلى مناقشة توقيع معاهدة سلام بين البلدين.
وقال مسؤولون محليون في الإقليم المعروف أيضاً لدى الأرمن باسم آرتساخ، إنهم خططوا لإجلاء ما يقدر بأكثر من 120 ألف شخص إلى أرمينيا بعد أن أصدرت أذربيجان خططًا “لإعادة دمج” المنطقة.