لماذا تهدف تحرير الشام للسيطرة على شمال شرقي حلب؟

مؤيد الشيخ ـ إدلب  

استغلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، الأحداث الأخيرة التي شهدتها أرياف دير الزور، بهدف توسيع مناطق نفوذها في مناطق شمالي حلب التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة تركياً.

إذ أرسلت تحرير الشام، خلال تلك الفترة تعزيزات عسكرية، رصدت نورث برس بالصور بعضاً منها، تحت مسمى “فزعة العشائر” إلا أن تلك التعزيزات لم تشارك بأي أعمال عسكرية في منطقتي جرابلس والباب.

وتمركزت في مقرات حلفاء تحرير الشام في المنطقة وهم أحرار الشام القاطع الشرقي أو من يعرفون باسم “أحرار عولان”، لتبدأ بعدها الهيئة محاولات توسعها في المنطقة لأهداف اقتصادية.

وتسيطر الهيئة على إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية شمال غربي سوريا، وحاولت في عدة مرات التوغل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني في ريف حلب إلا أن تركيا كانت تمنع عملياتها تلك.

وفي آخر عملية لها أواخر العام الفائت، سعت للسيطرة على منطقة عفرين، بالاتفاق مع فصيلي السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة حلفاء الهيئة في المنطقة لتجنب الصدام مع القوات التركية.

وبعد ذلك حاولت الهيئة كثيراً، الوصول إلى شمال شرقي حلب لكنها فشلت بذلك بسبب تركيا، لتعيد تطبيق خطتها نفسها بعفرين في المنطقة من خلال تحالفها مع أحرار الشام، والتي استطاعت من خلالها إدخال الهيئة إلى شمال شرقي حلب.

وفشلت من التقدم نحو أعزاز – معقل المعارضة شمال حلب – بعد تدخل القوات التركية التي أيضا اجبرتها على الانسحاب إلى إدلب وفعلت ذلك علنا من خلال سحب عدة أرتال لكنها أبقت على الآلاف تحت راية العمشات والحمزات.

وتسعى هيئة تحرير الشام جاهدة، منذ أشهر، من خلال حلفائها للسيطرة على المعابر الاستراتيجية التي تربط مناطق شمال شرقي حلب بمناطق سيطرة قوات حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية.

لكن حليفها أحرار الشام، بحسب قيادي في الفصيل، “لم ينجح بذلك” لتعود وتدخل بنفسها مستغلة ما يسمى “فزعة العشائر” ومنذ وصولها إلى المنطقة بدأت عملياتها ضد الفصائل هناك وأبرزها فصيل السلطان مراد المقرب من القوات التركية، إذ تشهد المنطقة ومنذ أيام اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

يقول فهد حريتاني وهو قيادي في الجيش الوطني، لنورث برس، إن هيئة تحرير الشام ومنذ أكثر من عامين تفاوض الفصائل العسكرية بريف حلب من أجل الدخول إلى المنطقة “لأهداف عسكرية ضد النظام السوري وقسد”.

إلا أن الجميع عامة والفصائل خاصة، بحسب القيادي، “تعرف أن تحرير الشام ليس ما تقوله صحيحاً لأنها تملك خطوط قتال مع النظام السوري على طول أكثر من 150 كيلو متراً، حيث أن أهدافها واضحة وهي إقصاء الفصائل كما فعلت في إدلب والسيطرة على المعابر الأربعة التي تربط بين شمالي حلب بتركيا والمعابر الأخرى مع النظام وقسد بهدف تعزيز اقتصادها”.

وأضاف “حريتاني” أن “تحرير الشام رأت أن سيطرتها على عفرين لم تكن ذات فائدة كبيرة، وحاولت عدة مرات التوغل شمال شرقي حلب لكن الفصائل كانت تمنع ذلك، لكن وجود حليفها أحرار الشام القاطع الشرقي في المنطقة سهل من توغل الهيئة في المنطقة”.

واستغلت مؤخراً “فزعة العشائر”، وأرسلت عشرات الأرتال ومئات العناصر باسمهم وتمكنت من التوغل بشكل كبير في المنطقة وبدأت عملياتها ضد فصائل الفيلق الثاني الذي يسيطر هناك.

وتمكنت من انتزاع سيطرت الفصيل على عدة قرى وبلدات ومعابر، وأبرزها معبر “الحمران” الذي يربط بين مناطق قسد وشمال حلب، وهو الهدف الرئيسي الأكبر للهيئة، وسط استمرار الاشتباكات في المنطقة في محاولة من الأخيرة لتأمين المعبر والوصول أيضا إلى معبر أبو الزندين الواصل بين مناطق الحكومة في حلب ومناطق الشمال.

مصدر عسكري إداري في الفيلق الثالث، أحد مكونات الجيش الوطني (رفض الكشف عن اسمه)، قال في تصريحات لنورث برس، إن هيئة تحرير الشام “لن ولم تتمكن من الظهور بشكل علني في مناطق ريف حلب حتى وإن تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة، إذ إنها سوف تسعى للبقاء تحت مظلة حلفائها الذين أيضا لن يكونوا معها دائماً لارتباطهم بتركيا”.

تحرير: تيسير محمد