زيارة الأسد إلى بكين.. عقود اقتصادية وممر صيني يستهدف السوق الأوروبية
غرفة الأخبار – نورث برس
في زيارة هي الأولى منذ 20 عاماً وأيضاً الأولى بعد الحرب في سوريا، وصل أمس الخميس، الرئيس السوري بشار الأسد رفقة وفد رفيع من مسؤوليه إلى العاصمة الصينية بكين.
وهبط الأسد بطائرة تابعة لشركة “إير تشاينا” الصينية في زيارة وصفتها وسائل إعلام حكومية بـ “خرق دولي” لجدار العزلة المفروضة على دمشق و”تحدياً” لعقوبات أميركية أوربية على سوريا.
حملت الزيارة طابعاً اقتصادياً بوجود وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، وتوقع محللون سوريون توقيع عقود اقتصادية واستثمارية، وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك متوقعاً مناقشة مشروع اقتصادي كبير مع الأسد.
ومن دمشق قال بسام أبو عبدالله، وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، إن الزيارة تمثل “منصة تقدمها الصين للرئيس الأسد في أولمبياد آسيوي أمام رؤساء وملوك غربيين، لذلك ما يقوله الغرب عن عزلة سياسية غير موجود”.
وأضاف في مقابلة لتلفزيون “روسيا اليوم” بأن البعد الاقتصادي للزيارة مهم وأن دمشق مهمة جداً لمشروع “حزام وطريق”، وأن “النظام السياسي في سوريا لديه مشتركات فكرية وأيديولوجية وسياسية مع الصين”.
“حزام وطريق”
تعقد بكين الشهر القادم مؤتمراً بمناسبة مرور عشرة أعوام على الإعلان عن مشروع “حزام وطريق” وهو ممر اقتصادي استراتيجي عالمي تقع سوريا على أحد الخطوط المحتملة له.
يستهدف الممر الصيني الشواطئ الأوربية مروراً بأفغانستان وباكستان وإيران والعراق وسوريا وتركيا عبر البحر المتوسط.
ويتضمن أيضاً بنية لوجستية متكاملة لمحطات تقدم خدمات متنوعة، من المواد الأولية والطاقة إلى الخدمات اللوجستية والأسواق للمُنتجات الصينية.
وتوقع أبو عبدالله مناقشة الممر الصيني مع الأسد، خاصة مع تأكيده بأن الموقع الجغرافي لسوريا هو الأمثل للوصول إلى تركيا والشواطئ الأوروبية عبر ميناء اللاذقية.
وقال علاء أصفري، وهو خبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، إن التفاؤل الاقتصادي هو السمة الغالبة للزيارة في ظل العقوبات الأميركية والغربية على الاقتصاد السوري والشركات التي قد تتعامل معها
وأعرب عن اعتقاده بأن سوريا ستستفيد من سلسلة كبيرة من العقود مع الصين وخاصة في مجال الطاقة البديلة، وفقاً لقوله.
وتتمتع سوريا بأهمية استراتيجية بالنسبة للصين لأنها تقع بين العراق حيث يأتي حوالي عشرة بالمئة من النفط الصيني، وتركيا، التي تمثل نهاية ممرات اقتصادية ممتدة عبر آسيا إلى أوروبا، والأردن، الذي غالبا ما يتوسط في النزاعات في المنطقة، نقلاً عن رويترز.
واستخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في ثماني مناسبات على الأقل ضد قرارات للأمم المتحدة تدين حكومة الأسد وتهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ سنوات والذي اجتذب دولا مجاورة وقوى عالمية. وعلى عكس إيران وروسيا، لم تدعم الصين بشكل مباشر جهود دمشق لاستعادة السيطرة على البلاد.