بسبب كورونا.. نحو ألفي سوري عالقون على الحدود اللبنانية السورية

السويداء – نورث برس

 

يعاني آلاف السوريين العالقين على الحدود السورية اللبنانية، عند معبري "العريضة" و"جديدة يابوس" في الريف الغربي لدمشق، من ظروف صعبة بسبب إغلاق الحدود، ومنع الحكومة السورية دخولهم إلى البلاد، بالتزامن مع تزايد العدد بشكل يومي، وسط نقص الطعام والماء.

 

وأغلقت الحدود السورية اللبنانية في أواخر آذار/مارس الفائت، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

 

وقال خالد سلام، وهو شاب عشريني من أحد العالقين على الحدود منذ حوالي أسبوع، في اتصال هاتفي مع "نورث برس": "نمر بظروف قاهرة حيث نفذ المال منا، وهناك شح في الطعام والمياه (…)، سائقي الشاحنات ممن يعبرون الحدود هم وحدهم يقدمون لنا القليل من الطعام، دون مقابل ويشحنون لنا بطاريات هواتفنا النقالة".

 

ونتيجة لجائحة فيروس كورونا، أغلق المطعم الذي كان خالد يعمل فيه بلبنان، ما اضطره للتفكير بالعودة إلى بلده.

 

وقال، بهاء فياض وهو سائق شاحنة ويعبر الحدود بين لبنان وسوريا بشكل دوري، إن المعابر الحدودية تشهد حالة "فوضى عارمة، نتيجة تجمع وتدافع الشبان السوريين لملء استماراتهم ودخول البلاد".

 

وأضاف "أرى يومياً مئات السوريين يفترشون العراء دون طعام".

 

وأفاد نضال العلي، وهو أحد المكلفين من قبل وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، بالإشراف على إدخال القادمين من الخارج الى مراكز الحجر الصحي، "نورث برس" عبر اتصال هاتفي، أن عدد المتواجدين على الحدود السورية اللبنانية حالياً يبلغ نحو /2000/ شخص.

 

وقال خالد سلام، إن مجموعة من الشبان "الغاضبين" حاولوا، الجمعة، عبور الحدود إلى داخل سوريا، إلا أن القوات الأمنية السورية (قوات حرس الحدود وأفراد من عناصر الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري)، أجبرتهم بقوة السلاح على التراجع والبقاء في المنطقة العازلة بين المعبرين.

 

ولفت خالد إلى أن القوى الأمنية، "استخدمت العصي المطاطية، وتم إطلاق عيارات مطاطية كثيفة في الهواء، أصيب إثرها بعض الشبان  بكدمات ورضوض نتيجة التدافع والتعارك مع قوات حفظ النظام السورية".

 

ومنعت قوى الأمن اللبنانية بدورها، العالقين من العودة إلى داخل أراضيها، كونهم حصلوا على تأشيرات "خروج من البلاد"، ويبيت جميع العالقين حالياً ضمن المسافة الفاصلة /7/كم بين معبر "جديدة يابوس" ومعبر "المصنع" اللبناني، ولا يتواجد فيها سوى متجرين لبيع المواد الغذائية والتي يقول بعضهم إن أصحاب المتجرين "يستغلون  النازحين و يبيعونهم بأسعار باهظة".

 

وذكر نضال العلي، موظف وزارة الصحة أن سبب المنع يعود إلى عدم اتساع مراكز الحجر الصحي لاحتواء العالقين، فتلك المراكز لا تستوعب سوى /150/ شخصاً ممن يبقون لمدة /14/ يوماً.

 

وأضاف "نعمل حالياً على توسعة تلك المراكز".

 

وقال رئيس الدائرة القنصلية لوزارة الخارجية السورية، فراس الحناوي، في تصريح لـ "نورث برس"، إن السفارة السورية في لبنان طالبت الراغبين بالعودة بملء استمارات إلكترونية.

 

وأضاف "أولوية الدخول تكون لكبار السن والحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة ومن ثم أصحاب الإقامات المؤقتة فالدائمة".