سرقات وخطف وتهجير.. سكان منبج يتخوفون من الهجمات التركية

فادي الحسين – منبج

تتخوّف سميّة من القصف التركي على مدينتها، حيث يتركز بشكل مستمر في ريفيها الغربي والشمالي. مخاوف المرأة سببها عدم الشعور بالأمان والاستقرار.

ولا تخفي المرأة تعاطفها مع مأساة السكان الذين يتعرضون لقصف مستمر، والذين ينزحون تحت وطأة القصف متباين الوتيرة، حيث تسبب القصف بتهجير وتشريد الآلاف من قراهم الواقعة على خط التماس.

تتساءل سمية العبد (40 عاماً) من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، “أين كانت هذه الفصائل في وقت كنا نحتاج لتحرير مدينة منبج من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”؟ لماذا الآن يزعمون تحرير منبج؟

وتضيف لنورث برس، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، لم تسهم سوى بترويع المدنيين وتهجيرهم وتسببت بمقتل العشرات من السكان.

وتسبب قصف وهجمات لفصائل موالية لتركيا، بموجات نزوح كبيرة للسكان من القرى التي تعرضت للقصف مثل المحسنلي وعرب حسن، وتعرّضت منازل سكان تلك القرى للسرقة والتخريب والدمار.

ومنذ فجر الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، شهدت قرى خط التماس في منبج تصعيداً عسكرياً، استمر لأكثر من أسبوع، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مقتل وإصابة العشرات من المهاجمين.

ويقول نايف المحمد (47 عاماً) من سكان قرية المحسنلي شمال منبج، إن سكان قرى المحسنلي، الحلونجي وعرب حسن، هجروا قراهم هرباً من القصف الذي نفذته الفصائل الموالية لتركيا مؤخراً.

ويضيف لنورث برس، أن الفصائل التي هاجمت قرية عرب حسن “نهبت ممتلكات السكان، حيث سرقت خمس سيارات وستة دراجات نارية وجرار وبعض الممتلكات الأخرى، بالإضافة لقتل خمسة أطفال من القرية”.

وصباح الجمعة في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، فقد خمسة أطفال حياتهم في الهجوم الذي نفذته فصائل معارضة موالية لتركيا على ريف منبج.

وفي وقت سابق، قالت أسماء رمو الرئيسة المشاركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة المدينة بمنبج، إن الهجمات والقصف العنيف على ريف منبج من قبل الفصائل التابعة لتركيا، تسبب بنزوح 524 عائلة من قرى خط التماس.

وأضافت لنورث برس، أن الإدارة أنشأت مخيماً يضم 44 خيمة في الجهة الشمالية من المدينة، وتأوي تلك الخيام 117 عائلة، فيما توزعت بقية العوائل ضمن أحياء المدينة. محذرة من تزايد أعداد النازحين من قرى خط التماس في منبج بسبب تصاعد أعمال العنف من قبل تركيا والفصائل الموالية لها.

من جهتها تقول أمينة الجراح (42 عاماً) من سكان ريف منبج الغربي، إن “الفصائل دخلوا باسم العشائر وقتلوا الأطفال وهجروا السكان من منازلهم ودمروا قسماً من المنازل، ليضربوا حالة الاستقرار في منبج”.

وتمثّل مدينة منبج هدفاً تركياً، حيث تسعى للسيطرة عليها، في إطار حربها ضد الإدارة الذاتية، إذ تمثل المدينة منفساً وبوابة اقتصادية للأخيرة.

بينما تقول رويدا حنيظل (54 عاماً) من سكان منبج، إن الهجمات التركية الأخيرة والتعديات على مدينة منبج، لأن “تلك الفصائل تحتوي في صفوفها على لصوص، قاموا بتهجير وخطف نساء وأطفال وشيوخ وقاموا بطعن مسنة في إحدى الهجمات على قرى ريف منبج الشمالي”.

وتعرضت معظم القرى التي تسللت إليها الفصائل المدعومة من تركيا لسرقة ممتلكات السكان، بالإضافة لخطف شخصين من إحدى القرى الواقعة على خط التماس شمالي مدينة منبج.

ووفقاً لرأي “حنيظل” أن المهاجمين أردوا تهجير السكان وخطف الأطفال للحصول على فدى، وتستند في ذلك إلى اختطاف الفصائل أشخاصاً أثناء تسللهم.

تحرير: أحمد عثمان