منبج.. القصف التركي العشوائي يحيل آلاف الطلاب لخارج المدارس
فادي الحسين – منبج
ضرر “كبير” لحق بـ محمد، بسبب الهجمات التركية الأخيرة على مدينة منبج، والتي ترافقت مع الأحداث الأخيرة في دير الزور، حيث صعّدت فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا من استهدافها للقرى الواقعة على خط التماس بمنبج.
يقول محمد الحسن (45 عاماً)، من سكان قرية عرب حسن شمال مدينة منبج، وهو أب لأربعة أولاد، إن قريته تعرّضت لقصف “همجي” عنيف من قبل الفصائل التابعة لتركيا، تسبب بإغلاق كافة المدارس، حيث كان لقريته النصيب الأكبر من المأساة التي راح فيها 5 أطفال نتيجة القصف.
تزامناً مع أحداث دير الزور أرسلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل في الجيش الوطني المواليين لتركيا، مسلحين بلباس مدني، تحت شعار “مقاتلو العشائر”.
وصباح الجمعة في الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، فقد خمسة أطفال حياتهم في الهجوم الذي نفذته فصائل معارضة موالية لتركيا على ريف منبج.
يُنذر بـكارثة
تعرّضت منبج لقصف عنيف خلال تلك الفترة، ما أدى لحركة نزوح واسعة، لا سيما في قريتي عرب حسن والمحسنلي، ونتيجة ذلك توقفت المدارس عن استقبال الطلاب.
يتذمر “الحسن” من توقف أولاده الثلاثة، وهم في المرحلة الابتدائية، عن التعليم، نتيجة القصف التركي الذي أجبرهم على النزوح من القرية إلى مدينة منبج، وعلى الرغم من بدء العام الدراسي إلا أن المدارس لا زالت تُغلق أبوابها.
ويرى الرجل أن استمرار الهجمات التركية على قراهم ينذر بـ”كارثة كبيرة” والتي بدأت بنزوح وبدمار لحق بمنازلهم، دون أن تنتهي بإغلاق المدارس.
وفي وقتٍ سابق، قالت عبير البرهو نائبة الرئاسة المشاركة للجنة التربية والتعليم في منبج، إن الهجمات والقصف العنيف على ريف منبج من قبل الفصائل التابعة لتركيا، تسببا بخروج 75 مدرسة عن الخدمة من قرى خط التماس في ريف منبج.
وأضافت في تصريح لنورث برس، أن أكثر من 21 ألف طالب/ة، لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد بسبب القصف التركي الذي أجبرهم على النزوح من قراهم.
ويوجد في “خط الفارات” شمال غربي مدينة منبج نحو 17 ألفاً و500 طالب/ة ينتظرون الالتحاق بمدارسهم، بينما في “خط الحية” شمال شرقي مدينة منبج، يوحد نحو 4 آلاف طالب/ة متوقفين عن تلقي التعليم، وفقاً لـ البرهو.
وناشدت المسؤولة، المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري وإيقاف الهجمات التركية، وإعادة الآلاف من الطلاب في قرى خط التماس، إلى مدارسهم التي أغلقت، جراء القصف من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
حالٌ مشابه لسابقها، تواجه انتصار الغانم (38 عاماً) وهي من سكان قرية تل الرفيع شمال منبج، وأم لولدين أحدهما في الصف الخامس، والثاني في الصف الثالث الابتدائي، حرمان طفليها من الذهاب إلى مدرستهم، بسبب الهجمات التركية على القرية.
تخشى “الغانم”، على أطفالها من القصف العشوائي أثناء ذهابهم إلى المدرسة، تقول لنورث برس، إن إغلاق المدارس في ظل هذه الهجمات كان له أثرين، أحدهما إيجابي للحفاظ على سلامة الطلبة والثاني سلبي لتوقفهم عن إكمال دراستهم.
وحال “الغانم” لا يختلف عن حال ذوي الآلاف من الطلاب في القرى القريبة من خط التماس بريف منبج، إذ إن إغلاق المدارس يهدد مستقبل أبنائهم الدراسي في ظل استمرار إغلاق المدراس، بسبب الهجمات المتكررة للفصائل المدعومة من تركيا على قراهم.
نزوح ومستقبل ضائع
وتتمنى المرأة أن يكون هناك حل عاجل يوقف الحروب والنزوح الذي أثقل كاهل سكان تلك القرى.
وفي وقت سابق، قالت أسماء رمو الرئيسة المشاركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة المدينة بمنبج، إن الهجمات والقصف العنيف على ريف منبج من قبل الفصائل التابعة لتركيا، تسببت بنزوح 524 عائلة من قرى خط التماس.
وأضافت لنورث برس، أن الإدارة أنشأت مخيماً يضم 44 خيمة في الجهة الشمالية من المدينة، وتأوي تلك الخيام 117 عائلة، فيما توزعت بقية العوائل ضمن أحياء المدينة.
وحذرت رمو، من تزايد أعداد النازحين من قرى خط التماس في منبج بسبب تصاعد أعمال العنف من قبل تركيا والفصائل الموالية لها.
وناشدت المسؤولة، المنظمات الإنسانية بالإسراع بتقديم الدعم للعوائل النازحة من قرى خط التماس، بسبب الظروف الصعبة التي عانوها، جراء القصف من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
ومن جانبه، يتخوف عدنان الموسى (41 عاماً) من سكان قرية الصيادة وهو والد خمسة أطفال، على مستقبلهم، إذ إنه لم يعد يأمن ذهابهم إلى المدرسة، خوفاً من قذيفة ستسقط في أي لحظة وتودي بحياة أحدهم، “القصف لا يميز بين مدني وعسكري”.
يضيف الرجل أن آلاف الطلاب في تلك القرى متوقفين عن الدراسة في المدارس منذ بداية العام الدراسي الجديد بسبب الهجوم والقصف المستمر على جميع القرى في كامل الشريط الحدودي الذي يفصل بين مجلس منبج العسكري والفصائل الموالية لتركيا في ريفي منبج الشمالي والغربي.
وتتصاعد وتيرة القصف العشوائي لقرى خط التماس في منبج بين حين وآخر، وفي الغالب يتسبب القصف بسقوط ضحايا مدنيين، علاوة على تسببه بتشريد وتهجير آلاف السكان.