تزايد الانتهاكات بحق الكرد في عفرين على خلفية “فزعة العشائر”

هاني السالم ـ عفرين

الأسبوع الماضي وخلال عودته من عمله مستقلاً دراجته النارية، استوقفت عربة عسكرية تتبع لفصيل أحرار الشرقية (الشعيطات)، الشاب عمر، في بلدة جنديرس، وسألوه عن بطاقته الشخصية.

يقول عمر هوري، وهو اسم مستعار لشاب في بلدة جنديرس بعفرين، “سألوني (أنت كرمنجي؟، فأجبتهم أنا كردي”.

وبعد جواب “هوري”، نزل عنصران من العربة وسحبوا الدراجة النارية بحجة تفتيشها من أن تكون “مفخخة”، وانهالوا عليه بالضرب بشكل همجي وشتائم، “دون أن أفهم ما التهمة الموجهة لي”.

ولشدة الضرب والتعذيب، فقد الشاب وعيه، ليستيقظ في مركز جنديرس الصحي، بعد أن أسعفه سكان المنطقة، وتم سرقت دراجته من قبل العناصر، “وبحجة القانون، جاءت الشرطة العسكرية الموالية لتركيا وكتبوا ضبطاً لكن دون أن يعيدوا لي دراجتي أو أن يتعرفوا على العناصر الذين اعتدوا علييّ”.

وارتفع مستوى الانتهاكات بحق المكون الكردي في مناطق سيطرة الجيش الوطني الموالي لتركيا، بعد الفلتان الأمني الذي حصل في شرقي ديرالزور، وعمليات قوات سوريا الديمقراطية لإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة، وخلالها سعت قوى خارجية لبلورت المشهد بصيغة عنصرية “عربية ـ كردية”، في ظل غياب القوانين المدافعة عن حق الكرد في المنطقة.

وتراوحت الانتهاكات، بحق السكان الكرد في عفرين، وسري كانيه، ما بين الاعتداءات بالضرب والمضايقات الأمنية والاعتقالات التعسفية، إضافة للطرد من المحلات والمنازل.

ومنذ عشرة أيام، لاحظ سليمان عبدو (45 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية معبطلي بريف عفرين، قيام عناصر فصيلي الحمزات والعمشات، ومعظمهم من قبيلة البكارة، بمضايقات سكان القرية خلال عمليات التفتيش التي يقوم بها.

ويبدأ عناصر الفصيلين، عمليات تفتيش المنازل في ساعة متأخرة من الليل وبصورة مفاجئة بحجة “البحث عن مطلوبين ينتمون لقوات سوريا الديمقراطية”.

ويشير “عبدو”، الذي يسكن مع عائلته في منزل تم استئجاره، إلى أنه لاحظ خلال المداهمات “عنصرية واضحة، بدت واضحة عبر تفتيش منازل العائلات الكردية فقط، إضافة لإخلائهم 13 منزلاً خلال الأسبوع الماضي، يسكن فيها عوائل تضررت من الزلزال الذي ضرب جنديرس”.

وأبلغ الرجل، بضرورة إخلاء المنزل الذي يقيم فيه، رغم عودة ملكيته لرجل من حلب، “دون مراعاة عقد الإيجار المبرم وحرية المالك في التأجير(…) على ما يبدو أنهم ضغطوا على أصحاب العقارات ليكون لهم”.

وراجع “عبدو”، الجهات المسؤولة في معبطلي والشيخ حديد، مستفسراً عن سبب المداهمات والمضايقات، “لكن لم نحصل على أي جواب، سوى (الظاهر وضعكم الأمني مو مزبوط)”.

عنصر من شرطة عفرين المدنية التابعة للجيش الوطني الموالي لتركيا، قال لنورث برس: “النداءات العشائرية نصرة لعشائر ديرالزور ضد قوات سوريا الديمقراطية استغلتها القوات التركية والقيادات التركمانية في المنطقة وأيضا هيئة تحرير الشام لتحريك الكراهية والنعرات القومية ضد الكرد”.

وأوضح أن “أغلب الاعتقالات بحق المكون الكردي، وعمليات إخلاء المحلات أو المنازل التي سجلت في المنطقة خلال الشهر الحالي لم تدخل سجلات الشرطة المدنية مع أنها الجهة الوحيدة المعنية”.

وأشار إلى أنها “سلوكيات وتحركات من قبل الفصائل التابعة للجيش الوطني وعلى رأسها العمشات وأحرار الشرقية، تحت أنظار السلطات التركية التي كانت ذات دور أساسي في الترويج للصراع المزعوم بين العرب والكرد الذي بدأت شرارته في الاشتباكات الأخيرة شرقي الفرات”.

تحرير: تيسير محمد