القامشلي – نورث برس
اثار قرار الإدارة الذاتية برفع أسعار المحروقات لقطاعات محددة والتي بلغت نحو 400% احتجاجات ومطالبات بالتراجع عنه، بينما تقول الإدارة إن الرفع الذي لم يطال الخدمات الأساسية “اضطراري”.
تستند وجهة نظر الإدارة على ارتفاع تكاليف الإنتاج والفرق الكبير مع سعر المبيع وتأثيرها على تقديم خدمات أفضل للمنطقة.

“خسارة بملايين الدولارات”
تبلغ تكلفة إنتاج اللتر الواحد من المازوت بين 33 إلى 35 سنت أميركي من حقول النفط التي تديرها الإدارة الذاتية، بحسب ما تقول وثائق رسمية للإدارة الذاتية أطلعت عليها نورث برس.
وفقاً لسعر صرف الدولار الأميركي اليوم الثلاثاء البالغة 14000 ليرة سورية تكون تكلفة اللتر الواحد من المازوت نحو 4620 ليرة سورية.
توزع لجان المحروقات المرتبطة بالإدارة اللتر الواحد من مازوت التدفئة على السكان بـ 325 ليرة سورية ولم يتغير ذاك السعر مع قرار الرفع، وبذلك تكون تكلفة الانتاج أكثر من 14 أضعاف سعر المبيع.
ووفقاً لوثيقة رسمية اخرى صادرة من الإدارة العامة للنفط والمحروقات في الإدارة الذاتية حصلت عليها نورث برس فقد وزعت الإدارة في العام الفائت 421,218,783 لتر من مازوت التدفئة.
بحساب الفرق بين التكلفة وسعر المبيع، تقول الأرقام إن خزينة الإدارة دفعت 129,223,905,213دولار أميركي بالنسبة لمازوت التدفئة.
واعتبر مسؤول أن تلك “الخسارة تؤثر على الخدمات المقدمة للسكان كخدمات البلدية والصحة والتعليم”.
بينما قال مسؤول آخر إن المخصصات الاستثمارية في الموازنة تبلغ 90 مليون دولار، ووصفها بـ “القليلة جداً” وغير الكافية لتخديم منطقة شاسعة بعدد سكان كبير، بحسب قوله.
وقال إن خزينة الإدارة “تحتاج لنحو 250 إلى 300 مليون دولار لتقديم خدمات أفضل، لكن الإدارة تخسر حوالي 500 مليون دولار في القمح والأفران والمحروقات وهي أرقام كبيرة جداً بإمكانها تخديم المنطقة بشكل أفضل”.
“خسارة تنتج العجز”
الرفع الاخير لأسعار المحروقات لم يشمل المازوت الزراعي الذي يقدم اللتر الواحد منه للمزارعين بـ 525 ليرة سورية، وبذلك يكون الفرق بين سعر المبيع وتكلفة الإنتاج البالغة 4625 ليرة سورية 4100 ليرة.
بحسب الوثيقة التي أطلعت عليها نورث برس، وزعت الإدارة الذاتية في العام الفائت 378,597,968 لتراً من المازوت الزراعي، وبذلك يكون الفرق بين المبيع والإنتاج 110,875,119,2دولار أميركي، وهذا المبلغ “الكبير” يخرج من خزينة الإدارة دون وارد، بحسب المسؤول.
رفعت الإدارة سعر مبيع المازوت الحر إلى 4100 لكنه يبقى دون سعر التكلفة، بحسب المسؤول.
وأشار المسؤول إلى أنه عند وجود سعرين للمحروقات سعر مدعوم ومنخفض وسعر مرتفع غير مدعوم، يزداد الطلب على المدعوم وينجم سوق سوداء، وبالتالي تزداد عمليات التهريب من السوق المدعوم إلى السوداء.
واعتبر أن مكافحة السوق السوداء لا يتم بالإجراءات اليومية الروتينية إنما بالإجراءات الاقتصادية الهادفة لجعل الفرق بين السوقين “صفر” حينها يتلاشى السوق السوداء وتصبح المادة متوفرة، بحسب قوله.
في السابع من الشهر الجاري رفعت الإدارة الذاتية سعر ربطة الخبز إلى ألف ليرة وأرفقت القرار بتكلفة الانتاج البالغة 6523 ليرة سورية، وفقاً لـسعر صرف الدولار الأميركي اليوم.
وقال أحد المسؤولان إن أكثر من 600 ألف طن قمح تقدمها الإدارة للأفران، لكن بعض “المستغلين يقومون ببيعه كعلف للحيوانات”، بحسب قوله.
وسنوياً يتم تقديم 250 مليون دولار من القمح دون أي ليرة كإيراد ما يؤثر على واردات الخزينة العامة وبالتالي تتأثر الخدمات المقدمة، بحسب المسؤولان.
يكرر المسؤولان أن قرار الرفع “اضطراري” فالفرق الكبير بين تكلفة الإنتاج وسعر المبيع قد تؤدي باقتصاد الإدارة إلى العجز المالي، وبالتالي تتأثر الخدمات الأساسية للسكان.