مع انتهاء المهلة.. ما مدى حدوث تدخل عسكري إيراني في إقليم كردستان العراق؟

أربيل- نورث برس

يتوقع باحثون وخبراء في الشأن الأمني العراقي- الإيراني، أن تشن طهران ضربات على مواقع في إقليم كردستان العراق، مع نهاية مهلة تنفيذ الاتفاق الأمني الموقع مع وبغداد.

وفي الوقت الذي نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير تفيذ بتوجه أرتال عسكرية إلى الحدود مع إقليم كردستان العراق، قال مراقبون إنها تأتي ربما ضمن جاهزية شن عمليات على مواقع كردية معارضة، كان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يلتقي مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأسبوع الفائت، لبحث هذا الشأن.

ويعقد باحثون عراقيون، حدوث تصعيد على الحدود بين البلدين، بالرغم من أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال وقتها، إن العراق اتخذ إجراءات “جيدة” حتى الآن لإخراج “الجماعات المسلحة” من المنطقة الحدودية التي ترى إيران أنها تشكل تهديداً لها.

وطهران لا تزال تنتظر المزيد من الالتزام بالاتفاقية التي توصلت إليها مع بغداد في شهر آذار/ مارس الفائت، حول ما يتعلق بأمن الحدود المشتركة. قبل نهاية موعد تنفيذ الاتفاقية اليوم في 19 أيلول/سبتمبر الجاري.

ويرى  الدكتور عماد علو وهو خبير في الشؤون العسكرية والأمنية، أنه من الصعب أن تتمكن بغداد وأربيل من تنفيذ كامل للاتفاق بالموعد المحدد مع حلول الموعد النهائي التي حددته طهران.

وتهدد إيران باتخاذ إجراءات بنفسها في حال لم تلتزم بغداد وأربيل بالاتفاقية.

وقال “علو” لنورث برس، إن إعلان بعض التنظيمات الكردية الإيرنية عدم الرضوع للاتفاقيات، لهو دليل على أن ثمة صعوبات كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق.

والثلاثاء الفائت، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إنه يتوقع من الجانب الإيراني عدم استخدام العنف ضد إقليم كردستان العراق واحترام سيادة بلاده.

في أواخر شهر آب/ اغسطس الفائت، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إذا لم يلتزم العراق بالاتفاق، فإن إيران “ستعمل وفق مسؤولياتها في إطار أمنها”، حسبما ذكر المتحدث في إشارة إلى احتمالية تدخل عسكري.

وتطلق إيران تسمية “الجماعات المسلحة” وتضفها بـ”الأرهابية” على تلك الأحزاب  الكردية المعارضة بما في ذلك “كومله وباك والحزب الديمقراطي الكردستاني وبجاك”، التي تتخذ من مناطق حدودية مقاراً لها.

ويعتقد الخبير العراقي أن يبقى الوضع على حاله، ما يعني أن تعود إيران لشن ضربات  صاورخية أو مسيرة على مواقع لتلك الأحزاب في الإقليم، ما لم يتم إيجاد صيغة معينة تتفق عليها جميع الأطراف وتلتزم بها.

وتعرضت هذه المقار العام الفائت، لسلسلة هجمات صاروخية، وذلك بعد أسابيع قليلة من مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية في 16 أيلول/سيبتمبر 2022 ، الحادثة التي دفعت إلى اندلاع احتجاجات واسعة واستمرت حتى نهاية العام نفسه، وعبرت واشنطن عن دعمها للمتظاهرين.

وباعتبار ثمة قواعد أميركية في الإقليم، يعتقد “علو” أن الولايات المتحدة تدعم وجود معارضة إيرانية في المنطقة الحدودية الإيرانية وهي تضغط على أربيل وعلى بغداد بهذا الصدد.

ويرى الباحث السياسي العراقي الدكتور إحسان الشمري، أن ملف الاتفاق الأمني بين طهران وبغداد يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار من الجانب الإيراني، على أنها بحاجة لترتيبات داخلية.

ويوضح “الشمري” في حديث لنورث برس، أن تلك الجهات المعارضة التي تقيم في المنطقة وهم ليسوا تحت رعاية بغداد وأربيل، لكن وضعهم الخاص كلاجئين ومعارضين، يساعد في أن يضمن العراق من خلال الأمم المتحدة بأن هؤلاء لاجئين لن يشكلوا خطراً على طهران أو كما تصفه على الأمني القومي لإيران.

ويقول “الشمري”: “وجودهم بحاجة إلى مراعاة قوانين دولية، لكن إذا فشل العراق في إقناع هذه الجماعات بالتخلي عن نشاطها المسلح وإخلاء مواقعها، من المتوقع أن يشهد العراق أزمات بينه وبين أربيل، كذلك بينه وبين إيران”.

الأسبوع الفائت، ذكرت وكالة تسنيم، أنه سيتم نزع سلاح “المجموعات الانفصالية” بشكل كامل “وإلا سنعود إلى الوضع الذي كان عليه قبل الاتفاق ونحن سنقوم بواجبنا في حماية أمن البلاد.”

وبحسب “الشمري” فإنه ثمة احتمال بأن تشن إيران هجمات أو عمليات نوعية ضد مقار تلك الأحزاب المعارضة، بالصواريخ أو الطائرات المسيرة، أو حتى عمليات إنزال لاعتقال بعض الأشخاص.

وسيكون للقضية تداعيات كبيرة على مستوى العلاقات بين الجانبين، مع انتهاء المهلة التي حددتها إيران، وفقاً “للشمري”، حيث لفت إلى مدى تفهم إيران، بأن القضية بحاجة إلى ترتيبات طويلة المدى أكثر مما يجب حسبانه ضمن اتفاق أمني موقع.

وكان رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، صرح في وقت سابق، أن الإقليم جزء من العراق الفيدرالي، لذا فإن أربيل تلتزم بالاتفاقيات، وترفض أن تكون منطلقاً لتهديد دول الجوار، معرباً عن أمله بأن يتم حل هذا الملف بالحوار والدبلوماسية.

وقال الخبير العراقي عماد علو، سيبقى التوتر على ما هو عليه إلى حين التوصل إلى اتفاق أو تراضٍ أو حتى عودة نوع من العلاقات المتوازنة بين واشنطن وطهران.

إعداد وتحرير: هوزان زبير