كيف سيؤثر استمرار بناء المستوطنات في عفرين على مستقبل علاقات السوريين؟
دلسوز يوسف ـ القامشلي
يرى حقوقيون وباحثون، أن استمرار تركيا عبر منظمات خليجية، ببناء مستوطنات في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، سينعكس بشكل سلبي على علاقات السوريين في المستقبل.
وتواصل الحكومة التركية بدعم من منظمات خليجية، بناء المستوطنات في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، في ظل تهجير أكثر من 90 % من سكانها الأصليين وتوطين سوريين من مناطق أخرى، أو غرباء مكانهم.
ويرى مراقبون، بأن هذه المساعي من قبل تركيا تهدف إلى التغيير الديمغرافي وطمس الهوية التاريخية لسكان المنطقة الكرد بعد الاستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم دون موافقة منهم.
وأقدمت تركيا على بناء 21 مستوطنة منذ بداية عام 2023 في عفرين، بدعم من منظمات كويتية وقطرية وسعودية وفلسطينية وتركية، وفق قسم الرصد والتوثيق في نورث برس.
تأتي هذه الخطوة، في ظل ترحيل تركيا عشرات الآلاف من السوريين من أراضيها وتوطينهم في هذه المستوطنات والذين ينحدرون من مناطق سورية أخرى، وسط استمرار عمليات بناء المستوطنات.
تأثير
ومنذ سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في آذار/ مارس 2018، لم تنعم مدينة عفرين بالاستقرار والأمن، في ظل حالة الفلتان الأمني والاختطاف والقتل.
ويشدد أورهان كمال منسق في رابطة “تآزر” للضحايا، في حديث لنورث برس، على أن بناء هذه المستوطنات في المناطق ‘‘المحتلة’’ في شمالي سوريا، سيكون له نتائج “سلبية”.
ويقول: “بناء هذه المستوطنات ضمن أراضٍ تعود ملكيتها للمدنيين من سكان عفرين وأمام أعينهم ودون أي صيغة قانونية، ستوثر على العلاقة بين السكان الأصليين والوافدين إليها واستمرارية حياتهم بشكل طبيعي والعلاقة الودية فيما بينهم لاحقاً”.
ويشير نازحون من عفرين يسكنون في ريف حلب الشمالي، إلى أن استمرار بناء المستوطنات واستيطان غرباء مكانهم، أو سوريين من نزحوا من مناطق في سوريا بسبب الحرب، “سيضع المنطقة أمام دوامة حرب طويلة الأمد”.
وبحسب قسم الرصد والتوثيق، تتوزع بناء المستوطنات ضمن 7 مناطق في عفرين وهي ‘‘جنديرس، شيراوا، شران، جبل الأحلام، قرية الغزاوية، حرش الخالدية وكفر صفرة’’، بعد تجريف الآلاف من الأشجار التي تعود ملكيتها للسكان الأصليين.
“إضعاف الآمال”
وتعمل تركيا على إعادة مليون لاجئ سوري إلى مناطق خاضعة لسيطرتها في شمالي سوريا، من خلال إسكانهم ضمن المستوطنات التي تبنيها، وفق تصريح سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتصف العام الفائت.
وتقول خناف عثمان، وهي باحثة ميدانية من عفرين، إن ما يحدث في عفرين من بناء مستوطنات عن طريق المنظمات المرخصة دولياً، هدفه “التغيير الديمغرافي على حساب المهجرين القاطنين حالياً في مناطق الشهباء والمناطق الأخرى في سوريا والخارج”.
وتشدد “عثمان” في تصريحها لنورث برس، على أنه منذ تهجير سكان عفرين في إطار عملية “غصن الزيتون” تُنتهك حقوق المدنيين أمام صمت الدولي.
وتضيف: “ترحيل السوريين من تركيا إلى سوريا وإسكانهم في هذه المنطقة، تسعى من خلاله الحكومة التركية لإضعاف آمال السكان الأصليين في العودة إلى ديارهم”.
وتشير الباحثة الميدانية، التي حولت تركيا منزلها في ناحية راجو، بواسطة منظمة أوروبية إلى مشفى للأطفال دون إذن مسبق من أصحاب المنزل، إلى أن تركيا تسعى “لإنهاء الوجود والهوية الأصلية لسكان منطقة عفرين”.
وذكرت بأن تركيا استغلت حادثة الزلزال الذي حدث في شباط/ فبراير الماضي، بناحية جنديرس واستولت على أراضي السكان المهجرين قسراً، وحولتها إلى مراكز ومستوطنات عائدة لها”.
ودعت “عثمان” المنظمات المدنية والحقوقية، للتدخل والضغط على تركيا والدول الداعمة لبناء هذه المستوطنات، لـ”إيقاف المنظمات التي تقوم ببناء هذه المستوطنات والاستيلاء على ممتلكات سكان عفرين”.