دير الزور.. الاستقرار مرهون بتقديم الخدمات ومطالبات بدعم المنطقة
إيمان الناصر – دير الزور
يأمل حمد بتحسين الخدمات بدير الزور، يرى الرجل أن ذلك يسهم بتحقيق الاستقرار في المنطقة، لا سيما أنها تفتقر للكثير منها، في ظل تردي الواقع المعيشية، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان.
يقول حمد العيد، وهو من سكان قرية محيميدة غربي دير الزور، شرقي سوريا، إن الخدمات الأساسية في دير الزور “ضعيفة جداً” مقارنة بباقي المدن، إذا تعاني الكثير من النقص.
وفي أعقاب طرد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مسلحين، وصفتهم بـ”الدخلاء”، وعدت بتقديم الخدمات للسكان وتحسينها، والاستماع لمطالبهم، في الوقت الذي يتجه فيه التحالف الدولي لبسط الاستقرار عبر تحسين الواقع الاقتصادي في مناطق الإدارة الذاتية.
يشتكي “العيد” من تردي الواقع المعيشي وسوء الخدمات، كـالقطاع الصحي، الذي يعاني من نقص الكوادر الطبية المختصة، بالإضافة لنقص الأدوية وارتفاع أسعارها، والتي تفاقم معاناة السكان.
إذ إن أسعار الأدوية ارتفعت منذ مطلع العام لأكثر من مرتين، وفي كل مرة تكون الزيادة عبر إضافة نسبة في السعر تتجاوز الـ 50 بالمئة، في الوقت الذي يعيش فيه السوريين عموماً أزمة اقتصادية ومعيشية، يفاقمها محدودية الدخل وتدني الأجور وقلة فرص العمل.
وبالإضافة للقطاع الصحي يشكو “العيد” من تردي الخدمات التي تقدمها البلديات، من ناحية النظافة العامة والطرقات، حيث تفتقر غالبية القرى لطرقات معبدة.
كما أن مياه الشرب، إحدى الأمور الخدمية المفقودة في قرى بريف دير الزور الغربي، إذ لا تصل إلى جميع السكان، بسبب تلف في الشبكات، لذا فإن البعض منهم يشتريها من الصهاريج، وذلك يزيد من المعاناة للسكان، من حيث تكاليفها وأضرارها الصحية نتيجة مجهولية مصدرها.
وتعاني قرى بريف دير الزور الغربي، من عدم وصول مياه الشرب إليها، إذ لم تصل لبعضها منذ نحو 12 عاماً مضت، كما يفتقر الريف لمشاف عامة، حيث لا يوجد سوى مشفى الكسرة وبعض المراكز الصحية التي لا تغطي الأعداد الهائلة للسكان، ويزيد من عجزها قلة المعدات الطبية اللازمة.
ويضطر سكان بريف دير الزور، للسفر إلى مدن أخرى للعلاج، بسبب تردي الواقع الصحي في منطقتهم، والسفر يزيد من معاناتهم بسبب تكاليفه، بالإضافة لتكاليف العلاج ومشقته.
ويوافق محمود العكلة، من سكان سفيرة تحتاني غربي دير الزور، سابقه، بوصف الواقع بدير الزور بـ”السيء”، ويقول إن الفترة الماضية شهدت تراجعاً بتقديم الخدمات بشتى أنواعها، ما اضطر سكاناً للهجرة.
يضيف أن تراجع الخدمات وانهيار قيمة الليرة أثقل كاهل سكان دير الزور، وزاد منه عدم وجود دعم لقطاع الزراعة، والذي يعتمد عليه غالبية السكان كمصدر رئيسي للدخل.
يشير الرجل لعزوف مزارعين بدير الزور عن زراعة أراضيهم، بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة من أسمدة وبذور وحراثة، وعدم وجود مياه الري، وانعدام دعم المزارعين بالمحروقات.
بالإضافة لذلك يرى أن واقع التعليم يعاني، نتيجة قلة المدارس وعدم وجود كوادر تدريسية متمكنة من تعليم الطلبة، ما يهدد آلاف الأطفال بخطر الأمية.
يقول إن مطالبهم كانت متكررة لتحسين الواقع الخدمي بدير الزور، لكنها بقيت دون استجابة، يأمل الرجل أن يتم العمل على تنفيذ مشاريع خدمية في المنطقة للنهوض بها، وتحقيق الاستقرار.
ويرى أن العمل على إيجاد منافذ تصريف وتسويق لمحاصيل المزارعين، وتأهيل الكوادر الطبية والتعليمية، واختيار أصحاب الكفاءات بمراكز القرار، من الممكن أن يسهم بتقديم خدمات لسكان دير الزور.
كذلك يجب العمل على تأهيل الطرقات وتعبيدها لخدمة السكان، وأن تطبّق الخطط التي تضعها البلديات على أرض الواقع، بالإضافة لمحاسبة الفاسدين.