غياب الكادر التعليمي يتسبب بتأخر بداية العام التدريسي في درعا

مؤيد الأشقر ـ درعا

مع اقتراب دخول الأسبوع الثالث للدوام المدرسي، لم يذهب أبناء جمال، إلى المدرسة سوى في اليوم الأول من بداية هذا العام الدراسي.

يقول جمال النابلسي، (42 عاماً)  والد طالبين أحدهما في المرحلة الابتدائية والآخر في الإعدادية، بمدينة درعا لنورث برس، إن أبناءه ذهبوا إلى المدراس في اليوم الأول فقط، حيث تم إخبارهم في ذلك اليوم من قبل مدراء المدراس بعدم توفر كوادر لتدريسهم وسيتم إعلامهم بالعودة إلى المدرسة بعد تأمين الكادر التدريسي”.

وحتى اليوم لا يزال مدراء مدارس يلتزمون الصمت عن أخبار الطلاب بالعودة إلى الدوام المدرسي، وهو ما يثير مخاوف ذوي الطلاب من ضياع مستقبل أبناءهم التعليمي.

وكما جرت العادة، يعمل سكان درعا، عن طريق مبادرات أهلية، على تأمين بعض حاجيات المدرسين بهدف تشجيعهم على العودة إلى المدارس لتعليم أبناءهم.

ومن المساعي، “تأمين مواصلات للمدرسين، تخفف من أعباء دفع أجور المواصلات، عبر جمع مبلغ مالي من كل طالب بشكل شهري وتقسيم كامل المبلغ المجموع على المدرسين”، بحسب “النابلسي”.

ويشتكي الطلاب في درعا من غياب الكادر التدريسي، وذلك بسبب قلة المواصلات وارتفاع قيمة التعرفة للراكب، خاصة إذا ما قُرن برواتب المعلمين.

تقول نانسي الحمصي، (36 عاماً) وهي مدرسة لغة إنكليزية في مدينة درعا، لنورث برس، إن “المرتب الذي نتقاضاه من مديرية التربية بعد زيادة الرواتب، لم يصل إلى 200 ألف ليرة سورية”.

وتضيف: “هذا المبلغ غير مشجع للذهاب بشكل يومي إلى المدرسة والتي تبعد عن منزلي 7 كيلو متر وبحاجة إلى ركوب سرفيس يتقاضى 4000 ليرة سورية يومياً”.

ودخلت “الحمصي”، في سلك التعليم “عن حب” لتعليم الطلاب، وكانت خلال السنوات الماضية تتحمل أعباء الذهاب إلى المدرسة مقابل أجر بسيط، لمنع تسرب الطلاب بسبب غياب كوادر تعليمية.

ولكن اليوم، أصبح الأمر خارج السيطرة بحسب “الحمصي”، فـ”أعباء المعلمين في تزايد مستمر، إذ إن معظم التعيينات تكون بعيدة عن منازل المعلمين ما يتطلب أجور مواصلات أكثر، إلى جانب الصعوبة في تأمين مستلزمات الحياة، وهو ما يجبرنا كمعلمين على التوقف عن الذهاب إلى المدارس”.

والكادر الذي يقوم بتعليم الطلاب في هذه الأيام، “من منزله قريب من المدرسة ولا يتعين عليه دفع أجور مواصلات، أو ممن تجاوز عدد سنوات تدريسهم الـ25 عاماً وهم بانتظار التقاعد والاستفادة من الراتب التقاعدي”، بحسب “الحمصي”.

وتضطر  ثناء العفاش، (32 عاماً) اسم مستعار لسيدة من مدينة درعا، لتعليم ابنها في الصف الثاني من المرحلة الابتدائية، في المنزل بسبب “غياب الكوادر التعليمة حتى اليوم بالرغم من مرور أسبوعين على افتتاح المدارس”.

وتقول “العفاش” لنورث برس، إن العديد من العائلات “أصبحت تعتمد على مدرسات خصوصيات في منازلهن بهدف تأسيس أطفالهم وخصوصاً مادة الفرنسي في ظل غياب الكادر التدريسي”.

وتكلفة الدرس الخصوصي الواحد لطلاب المرحلة الابتدائية، تتجاوز الـ5 آلاف ليرة سورية، “وذلك يزيد من الأعباء المادية على الأهالي، فضلاً عن شراء الكتب من المكتبة الخاصة نتيجة عدم توفرها في المدارس الحكومية”.

وتتخوف “العفاش” من استمرار الحال على ما هو عليه لوقت طويل، حيث ينذر ذلك “بكارثة وتراجع مستوى التعليم في الوقت الذي تنتشر فيه الفوضى بمحافظة درعا وانتشار المواد المخدرة بشكل غير مسبوق”.

تحرير: تيسير محمد