الحسكة – جيندار عبدالقادر – NPA
طالب شيوخ من العشائر في الجزيرة السورية، الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، إيلاء أهمية أكبر لدى الإدارة وإشراكهم في القرار السياسي. يأتي هذا في وقت تتحضر الإدارة الذاتية لعقد أكبر مؤتمر للعشائر السورية بداية الشهر القادم.
تحتفظ الحسكة، شمالي سوريا, بطابع العشائرية والقبائلية والتي تمتاز بها أغلب المناطق السورية الشرقية، حيث للعشيرة تأثير في القرارات السياسية والاجتماعية بالحياة العامة.
وتعيش في منطقة الجزيرة, العشرات من القبائل العربية مثل الشمر، البوسلامة، الجبور، الجحيش، العكيدات والبكارة وغيرها من العشائر الكردية مثل: الدقورية، الكوجر، كيكان، الكابار.
وتحاول العديد من الجهات السياسية, توظيف العشائر في خدمة مصالحهم، ففي الأزمة السورية بات من الممكن أن تنقسم العشيرة لثلاثة أقسام حسب القوة المسيطرة.
عشيرة الشعيطات مثلا (يتركز معظم أفرادها في دير الزور), بعض أبنائها منضمون لقوات سوريا الديمقراطية وبعضهم الآخر منضوون في فصائل عديدة في صفوف المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، بينما يوجد لديها كتائب ضمن قوات الجيش السوري أيضاً.
شيخ عشيرة السادة الأشراف البوسلامة، فايز عبدالرحمن الشيخ نامس، صنف العلاقات بين معظم العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية بالــ”جيدة” ذاكراً بعض تحفظاته التي تمثلت بمطالبته للــ”عفو العام والشامل عن الموقوفين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، متمنياً بأن تكون للعشائر أهمية أكبر لدى الإدارة.

ولفت نامس إلى أنّهم في منطقة الجزيرة مقبلين على فتنة كبيرة، مستشهداً بـــ”الأطماع الإقليمية التي تهدد شرق الفرات” في إشارة منه للتهديدات التركية.
وكان المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية, المكون من /400/ عشيرة وقبيلة, قد أعلن في مؤتمر بمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي أواخر العام الماضي, عن دعمه لتركيا في عملية شرق الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ومن جانبه أنشا تنظيم الدولة الإسلامية “مكتب العشائر” والذي ضم شيوخ القبائل والعشائر الذين كانوا يتعاملون مع مسلحيهم بشكل مباشر.
فيما رعت الحكومة السورية حزيران/يونيو 2018 ببلدة دير حافر بريف حلب الشرقي, مؤتمراً لأكثر من /70/ عشيرة، باسم “العشائر السورية ضد التدخل الأجنبي والأمريكي في الداخل السوري”.
وقال شيخ عشيرة السادة الأشراف البوسلامة لـ”نورث بريس” إن العشائر والقبائل تستطيع “إيقاف الفتنة” إن قامت الإدارة أو قوات سوريا الديمقراطية بلم شمل القبائل وإشراكهم في القرار السياسي ومنحهم الدور الكبير في هذه المحافظة.
وحاولت الإدارة الذاتية الديمقراطية من جهتها, التقرب من وجهاء العشائر العربية عبر منحهم دوراً في القرارات السياسية وتسليمهم مناصباً في الإدارة، بالإضافة لتلبية مطالبهم والتي تمثلت بإخلاء السجون وبعض الامتيازات الاقتصادية.

يقول الإداري بمكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية, شيخموس أحمد, لـ”نورث بريس” أن مجلسهم تشكل على أساس جمع المكونات الأساسية ومن ضمنها العشائر.
وأشار احمد إلى علاقاتهم الواسعة مع شيوخ العشائر السورية، ذاكراً بأنهم مقبلين على تطورات سياسية واجتماعية كبيرة ويطلبون من العشائر التكاتف لبناء أهدافهم في سوريا ديمقراطية لا مركزية على حد وصفه.
وقال بأنه للعشائر ممثلين في المجلس الرئاسي ومكاتب العلاقات التي يتم اتخاذ القرارات فيها بموافقة جميع القوى السياسية، وأَضاف “هناك لقاءات دورية بين العشائر والقبائل على مستوى سوريا عموماً ويتم التواصل مع العشائر في الداخل السوري”.

وحول مدى أهمية مطالب العشائر قال شيخموس إن مطالب العشائر هي مطالب محقة فيما يخص دور العشائر في المرحلة المقبلة “ونحن نتعامل مع هذه المطالب بحسب المرحلة ومتطلباتها”.
وأفادت مصادر من الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا بأنهم سيعقدون في بداية الشهر القادم مؤتمراً للعشائر بحضور /5000/ من شيوخ ووجهاء العشائر والذي سيعتبر حسبما أفاد به المصدر أكبر مؤتمر للعشائر السوري.
واعتبر عبدالله عبد الكندار, أحد أهالي الحسكة, أن جميع أبناء المنطقة من الكرد والعرب والسريان حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية سويةً لحين دحره نهائياً.
وفي حديثه عن الإدارة الذاتية قال ” نحن كعرب لم نلاحظ أن هذه الإدارة خاصة بمكون واحد دون المكونات الاخرى، الكل هنا موجود ولهم حقوق وعليهم واجبات”.