ترحيل السوريين المستمر.. يحكمه التدهور الاقتصادي لأنقرة وسياساتها الجديدة

غرفة الأخبار- نورث برس

اتفقت وجهات نظر سياسيين، حول أن استمرار السلطات التركية بترحيل اللاجئين السوريين، يعود لنية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تخفيف التدهور الاقتصادي في بلاده، وبالتي كسب شعبية أكبر من خلال تحقيقه لوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية.

وتواصل السلطات التركية عمليات الترحيل القسري للسوريين من أراضيها  إلى مناطق الشمال السوري، والتي زادت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ أن حسمت الانتخابات الرئاسية التركية، لصالح أردوغان الذي طالما وعد مرشحيه بأن سيعيد السوريين إلى بلادهم.

يقول أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية: “أن الأزمات الاقتصادية التي تشهدها تركيا، دفعت برئيسها لاستغلال ملف اللاجئين، حتى يكسب شعبية أكبر ويقول إنه حقق وعوده الانتخابية”.

وتطرقت عشرات التقارير الصحفية والحقوقية، لعمليات الترحيل تلك، وما تخللها من انتهاكات تعرض لها السوريين، لتؤكد جميعها عدم شرعية تلك العمليات ومخالفتها للقانون الدولي الإنساني.

“لم يعطهم صفة اللجوء”

ويضيف البني في حديث خاص لنورث برس، “أن أردوغان لم يعتبر السوريين يوماً لاجئين لديه، بل اعتبرهم ضيوفاً أو زواراً مثل السياح أو شيء من هذا القبيل، ولم يعطهم صفة اللجوء”.

ويرى البني، أن عدم الاعتراف يعود لغاية في نفس أردوغان، وهي “أن يتحكم بقضية إعادة السوريين، سواء باستخدامهم كعصابات في الشمال الغربي، أو استخدامهم كورقة للضغط على النظام أو على العالم وباقي الأطراف”.

” تدهور الاقتصاد هو السبب”

في حين يرى مهند حافظ أوغلو، الباحث الدولي في الشأن التركي، أن موضوع ترحيل السوريين “ليس معنياً أو منوطاً بالانتخابات. هناك رؤية جديدة لتخفيف الاحتقان في الداخل التركي بسبب الأحوال الاقتصادية وتدهور الاقتصاد”.

ويضيف “أوغلو” لنورث برس أن: “المعارضة في الداخل التركي والكثير من الأصوات يرون في غير التركي سبباً في الأزمة الاقتصادية، وبالتالي زادت حملات ترحيل السوريين”.

“سياسة جديدة”

ويقول الباحث الدولي إن “ترحيل السوريين، هي سياسة جديدة لتركيا للتخفيف من الاحتقان الداخلي في المجتمع التركي، خاصة أنه وبعد حوالي ستة أشهر ستجري انتخابات محلية للبلديات في تركيا، وبالتالي لا تريد الحكومة أن يكون للمعارضة أي ذريعة من خلال السوريين الموجودين على أراضيها”.

ويشير إلى أن الترحيل “لا بد منه”، وهناك خيارين أمام تركيا، “إما بالتعاون مع النظام السوري لتهيئة الظروف لعودة آمنة للاجئين، أو تأمين بنية تحتية كما تقوم تركيا وقطر في التعاون بهذا الأمر”.

ويقر أوغلو، بأنه “تم ترحيل الكثير من الأشخاص حتى ممن لديهم أوراق ثبوتية، أو حتى  من هم ليسوا أصلاً سوريين تم ترحيلهم إلى الداخل السوري”.

ويعتقد بأن الفئة التي ستكون مستهدفه “في عوده المليون لاجئ التي نسمع عنها سيكونون ممن ليست لديهم مصادر معيشية مستقرة، ومن يعتمدون على معونات الهلال الأحمر أو من يسكنون في الخيام “.

إعداد وتحرير: مالين محمد