بات معاقاً.. شاب في كوباني أفقدته مسيرة تركية الحركة
فتاح عيسى- كوباني
لم يكن علاء يعلم أن ذهابه المعتاد إلى عمله سيوصله إلى المشفى، ويفقده الحركة في إحدى قدميه ويده، كان ذلك صبيحة الثاني عشر من حزيران/ يونيو الماضي.
رغم مرور ثلاثة أشهر على تعرضه لإصابة جراء قصف طائرة مسيرة تركية لمدينة كوباني، ما زال الشاب يعاني من عدم تمكنه من العودة لعمله، ووضع نفسي لا يستطيع التأقلم معه.
في الثاني عشر من حزيران / يونيو الفائت تعرضت مدينة كوباني، شمالي سوريا، لقصف بطائرة مسيرة تركية، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بليغة، كان علاء عبد الرزاق إبراهيم (23 عاماً) واحداً منهم.
يعمل الشاب في مكتب رافعات على طريق حلب، وهو متزوج ولديه طفلتين، وبتاريخ 12 حزيران/ يونيو، ذهب بسيارته إلى مقر عمله، وعندما ركن السيارة ليقطع الطريق تفاجأ بسقوط قذيفة بالقرب منه.

لم يعلم علاء طبيعة ماهية القذيفة التي سقطت أمامه، والتي أصابته مع شخصين آخرين كانا بقربه في منطقة تشهد حركة سيارات على طريق حلب في مدينة كوباني.
إثر سقوط القذيفة وقع على الأرض وحاول النهوض لقطع الطريق، لكنه عجز، لم يدرِ حينها خطورة إصابته بعد، إلى أن رآه شقيقه الذي حمله ونقله إلى مشفى الأمل بكوباني.
في المشفى علم “إبراهيم” الذي بقي واعياً لكنه غير مدرك لإصابته، أن الشظايا وصلت إلى كليته وكبده، تم تخديره لإخراج ما يمكن من الشظايا المتناثرة بجسده.
معاناة من الشظايا
أجرى الأطباء عملية للشاب وفق المتاح، لكنهم عجزوا عن استخراج بعضها حيث تستقر في أماكن عميقة، والآن، يعاني “إبراهيم” من كسور في يديه، بسبب وجود شظية داخل عظام اليد، والتي لا يمكن استخراجها في مشافي المنطقة، فهي تحتاج لأجهزة خاصة لاستخراجها غير متوفرة إلا في دمشق.
وعن الشخصين الآخرين اللذين أصيبا كانا على رأس عملهما، أحدهم يعمل في محل لدهان وتصويج السيارات أصيب بشظية في عنقه أدت لقطع الشريان وتشوه وجهه، فيما بترت كلتا قدمي وإحدى يدي الشخص الثالث.
يقول “إبراهيم” إن الإصابة أثرت على جسده وعلى عمله، فمنذ ثلاثة أشهر وهو في منزله بدون عمل. وبحزن يستدرك أنه ليس أول المتضرر ين من القصف التركي ولا آخرهم، فقبله أصيب الكثيرون.
ويضيف أن تركيا عندما تقصف منطقتهم سواء بالمدفعية أو بالطائرات المسيرة فإن المدنيين هم المتضررون، فقبلهم أصيب ثلاثة عمال في شركة المياه بسبب قذيفة مدفعية أو طائرة، وقبلها بترت ساق طفل عمره أربع سنوات في قرية “قره موغ”.
ويهدد القصف التركي بارتفاع الحالات المشابهة لـ “إبراهيم” وآخرون يفقدون حياتهم، نتيجة استمراره دون توقف، منذ سنوات.
آثار القصف
عدا عمن يفقدون حياتهم بالقصف، هناك متضررين نتيجة وقوع القذائف المدفعية أو الصاروخية، والتي تتسبب بإعاقات دائمة للضحايا، وهاك من يتأثر بعمله في ظل صعوبة الظروف المعيشية.
وجود الشظايا في جسد “إبراهيم” تمنعه من المشي براحته على قدميه، كما أن حركة يده لا تتحسن، فيما التأثير الثاني كان على عمله فمنذ ثلاثة أشهر وهو في منزله بدون عمل، إضافة للتأثير النفسي، فالبقاء في المنزل لوحده يصيبه بالملل.
ويطالب الشاب الأمم المتحدة بالعمل على إيقاف القصف التركي على المدنيين، وإيجاد حل كي لا يتكرر مثل هذا القصف، قائلاً: “أنا تضررت من القصف ولا أريد أن يتضرر أحد آخر”.
ويضيف إبراهيم أنه ومنذ عام 2019 وحتى الآن تم قصف منطقتهم مئات المرات بالمدفعية والطائرات المسيرة، سواء في ريف كوباني الغربي أو الشرقي أو في مدينة كوباني نفسها، وأن هذا القصف أضر بالمدنيين كثيراً وكذلك أضر بالمنشآت الموجدة في المنطقة مثل المدارس والمشافي.
كما تسبب الاستهداف التركي المستمر لكوباني، بحالة عدم استقرار لدى السكان، والتي دفعت بالكثير للهجرة، كما أنها أسهمت بهجرة داخلية تمثلت بأصحاب رأس المال، والذي منع إنشاء مشاريع اقتصادية في المنطقة.